التفاسير

< >
عرض

قُل لاَّ يَعْلَمُ مَن فِي ٱلسَّمَٰوٰتِ وٱلأَرْضِ ٱلْغَيْبَ إِلاَّ ٱللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ
٦٥
-النمل

تيسير التفسير

{ قُلْ لا يعْلَم مَنْ } فاعل { فى السَّماوات والأرْض الغَيبَ } مفعول به { إلاَّ الله } بدل مِن مَنْ، والاستثناء متصل باعتبار ان الله فى السماوات والرض بالعلم والخلق والذكر له فيهما، ولو اختلف كونه فيهما، وكونه غيره فيهما وجد هذا الاختلاف يكون منقطعاً، فيجب النصب، ولكن جاء على لغة تميم، وقيل: ان كان يخلف المبدل منه ما يعم المبدل جاز الابدال، ولو عند الحجاز بين، وما علم بالجن والكهانة، وخط الرمل والنجوم، فهو ظن لا علم، ولو وافق وما علم بالهام أو ملك أو وحى فعلم باخبار لا على غيب ما يتحقق ان شاء الله حدوث حادثة فى مضاب عند ثلاث وأربعين سنة وثلاثمائة وألف تقريباً.
والحق عند الله عز وجل، وما ذكرته علم باخبار لا إخبار بغيب، وذلك ذهاب الأجانب عنها، ولا تنفعهم قوتهم، ولا بأس بحساب أو إخبار جنى صديق لك بلا جزم، بل تنتظر هل يقع، وقد حسب الامام أفلح رضى الله عنه فقال: او ما يذبح فى السوق غداً بقرة صفراء فى بطنها عجل أغر، وحسبت وقته وقالت: صدق حسابك فى البقرة ولونها والعجل، وأخطأ فى الغرة، فان العجل لا غرة له، وذلك البياض الذى استظهرته من حسابك هو فى رأس ذنب العجل التومى حتى صار على جبهته، واتفق ذلك من الغد كما قالت، ولا يجوز ما يوهم الباطل مثل ان تقول: الله لا يعلم الغيب، على معنى لا يغيب عنه بشىء فضلا عن ان يقول لا يعلم الغيب، إذ لا غيب بالنسبة اليه، وأن تقول أكره الحق وأحب الفتنة وأفر من الرحمة بمعنى الموت، والولد والمال والمطر، وروى أنه أخذ الحجاج حصيات عدها فقال المنجم: كم هي؟ فأصاب المنجم، وأخذ حصيات لم يعدها، فحسب المنجم وأعاد وأخطأ وقال: يا أمير المؤمنين أظنك لم تعرف عددها، فقال ما الفرق؟ فقال أحصيت الأولى فخرجت عن من حد الغيب، ولم تحص الأخرى فلم تخرج عنه، ولا يعلم الغيب إلا الله عز وجل { وما يشْعرون } أى الكرة ولكن غيرهم مثلهم فى عدم الشعور { أيَّان } متن متعلق بقوله: { يبْعَثُون } معلق ليشعرون له.