التفاسير

< >
عرض

بَلِ ٱدَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي ٱلآخِرَةِ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِّنْهَا بَلْ هُم مِّنْهَا عَمُونَ
٦٦
-النمل

تيسير التفسير

{ بل ادَّاركَ } تدارك أدغمت التاء فى الدال فجىء بهمزة الوصل السكون اول الكلمة { عِلْمهُم فى الآخرِةِ } متعلق بعلم أى بشأن الآخرة ولكن نزل دلائل العلم بالآخرة منزلة العلم واعراضهم عنها منزلة التدارك وهو التساقط مطلقا، أو مع اهلاك يقال تداركوا تتابعوا، وتلاحقوا فى امر مطلقا، وتداركوا تتابعوا فى الهلاك، أو يقدر إدراك أسباب علمهم، أو متعلق بقوله: { ادّارك } تلاحق علمهم بصحة البعث إذا بعثوا بعد إذ ضيعوه فى الدنيا، أو إدراك استحكم علمهم فيه، والمضى على الوجهين لتحقق الوقوع.
{ بَلْ هُم فى شكٍّ } حيرة عظيمة { مِنْها } من شأن الآخرة أو فيه { بلْ هُم منها عَمُون } أى عنها، أو من للابتداء بجعل أمر الآخرة مبدأ عما هم، والمراد بل هم من دلائلها، أو عن الحق مطلقا، فيدخل دلائلها أولا، وقدم عما بعده للفاصلة، وعلى طريق الاهتمام، وتدارك علمهم فى الآخرة مؤكد لعدم اعترافهم ولا فحشة، والشك فى الشىء بعد استشعاره أقبح من مطلق عدم العلم به والعمى، مع وضوح الدلائل أقبح من الشك.