التفاسير

< >
عرض

مَن جَآءَ بِٱلْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِّنْهَا وَهُمْ مِّن فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ
٨٩
-النمل

تيسير التفسير

{ من جاء بالحَسَنة } جاء الى الله عز وجل بها بالموت عليها غير مبطل لها فى حياته باصرار على ذنب، وجاء فى الحديث أنها شهادة أن لا إله إلا الله، والمجئ بها أن يجئ بمضمونها من اداء الفرائض، وعدم الاصرار، فمن كفر برسول، أو لم يؤد فريضة، أو أصر ولو على صغيرة، ولم يصدق أنه جاء بها، بل أبطلها، وقيل: الحسنة على عمومها بشرط عدم الابطال { فلهُ خيرٌ منها } بالعدد، وهو تسع معها فصاعدا الى سبعمائة فصاعدا، ويدل لذلك قوله تعالى:" { فله عشر أمثالها } "[الأنعام: 160] الخ، وخير اسم تفضيل، ومن تفضيلية، وقيل خير بمعنى نفع وثواب ومنها نعت، ومن للابتداء، أى ثواب حاصل منها. { وهُم } عائد الى من مراعاة لمعناها مع مراعاة لفظها { مِن فَزَع يَومئذٍ } إذ جئ بالحسنة، أو إذ نفخ فى الصور متعلق بقوله: { آمنُونَ } قدم للفاصلة، ولطريق الاهتمام، وفتح يوم مع إضافة فزع اليه، لأنه بنى لاضافته الى مبنى، قيل إضافة الفزع لليوم لعموم إفزاع اليوم، وقيل: المراد الفزع الأكبر، وهو الصحيح، لأن افزاع اليوم يصيب المؤمن والكافر، والفزع الأكبر ما يحصل للكافر من مشاهدة العذاب بعد تمام الحساب، أو حين يؤمر به الى النار أو حين يصور الموت كبشاً، وينادى اهل المحشر، ويذبح بمنظرهم: يا أهل النار خلود لا موت، ويا أهل الجنة خلود لا موت، أو حين تطبق جهنَّم على أهلها.