التفاسير

< >
عرض

وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَآءَ مَدْيَنَ قَالَ عَسَىٰ رَبِّيۤ أَن يَهْدِيَنِي سَوَآءَ ٱلسَّبِيلِ
٢٢
-القصص

تيسير التفسير

{ ولمَّا توجهَّ } قابل بوجهه منصرفاً عن الدينة { تِلْقاء } تفعال من اللقاء مصدر يستعمل ظرف مكان، بمعنى ما يقابل جهة كذا { مدْين } مدينة شعيب، سميت باسم مدين بن إبراهيم عليه السلام، ولم يقصده موسى، لكن خرج على وجهه قاصدا النجاه، حيث تكون، وأطال الطريق ولم يقصره جانبا، ولم يطلب المكث مع أحد خوفا من لحقوقهم، كذا يتبادر لى حتى اتصل ببنتى شعيب، ثم رأيت أنه قيل: مشى بلا معرفةٍ فهداه جبريل عليه السلام الى مدين، وقيل: أخذ طريقا لا يتضح فجاءة ملك على فرس ومعه عصا فى رأسها حديد وقال: اتبعنى، فأوصله الى مدين يمشى بمشيه ثمانى ليال، يأكل ورق الشجر حافيا، حتى سقط جلد قدميه.
ويقال: إنه لما رأى هذا الملك سجد له، فقيل بمعنى خضع، وقلب موسى أشد من ذلك، ويقال استقبلته ثلاث طرق، فأخذ أوسطها وأوضحها، لأنهم لا يتوهمون أنه أخذها، مع أنه هارب مستخف، فأخذوا غيرها، وقيل: أخذ غيرها، وقيل قصد شعيبا لمعرفته به، وقيل لقرابة له، وعلى كل حال مدين خارجة عن حكم فرعون، وقيل: قصد مدين لظنه أن فيها قرابة، إذ سميت باسم مدين بن إبراهيم.
{ قال عَسَى ربِّى أن يَهْدينى سَواء السَّبيل } أى وسطه، أى أحسنه المؤدى الى النجاة، وذلك توكل، على الله سبحانه ممزوج بترج كدعاء.