التفاسير

< >
عرض

وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى ٱلَّذِينَ ٱسْتُضْعِفُواْ فِي ٱلأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ ٱلْوَارِثِينَ
٥
-القصص

تيسير التفسير

{ ونريدُ } توجهت إرادتنا الأزلية الى المنّ، فهذه الارادة إنفاذ للأزلية، وهى البدء فى إيجاد ما ذكر فى الايات، والمضارع لارادة الحال، لأن هذه الارادة الانقادية لم تقع حال النزول ولا بعده، بل فى زمان فرعون، وأما قوله: { أن نمُنَّ } فيسحب عليه قوله: { نريد } فهو للاستقبال بعده، فلا يحتاج الى تأويل، والمنّ الفضل { على الَّذين اسْتُضعفُوا فى الأرض } نتفصل عليهم بالإنجاء من بأس فرعون، وجملة نريد الخ معطوفة على أن فرعون إلخ عطف فعليه على اسمية، لجامع أن كلا من تفسير النبأ.
{ ونَجْعلهم أئمَّةً } متصدرين بان يقتدر ربهم فى الدين والدنيا، وبالدعاء الى الخير، وبالنبوّة وكونهم ملوكا
" { إذْ جَعَل فيكم أنبياء وجعلكم ملوكاً } "[المائدة: 20] وذلك على التوزيع، بعضهم كذا وبعضهم كذا، والحكم بعد ذلك على المجموع، فان فيهم عامة لم يتصفوا بشىء من ذلك، بل فيهم أهل فساد أيضا { ونَجْعَلهم الوَارِثينَ } الباقين بقاء كاملا بعد هلاك عدوهم، الحائزين حيازة كاملة لجميع ما كان فى يد عدوهم من الأملاك.