التفاسير

< >
عرض

أُوْلَـٰئِكَ يُؤْتُونَ أَجْرَهُم مَّرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُواْ وَيَدْرَؤُنَ بِٱلْحَسَنَةِ ٱلسَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ
٥٤
-القصص

تيسير التفسير

{ أولئك يؤتَوْن أجْرهم } فى الآخرة { مَرَّتيْن } زمانين، أو إيتاءتين مرة، بالإسلام مطلقا، ومرة بالأذى والهجران اللذين أصاباهم بالإيمان من أهل دينهم، أو مرة بالإسلام بالتوراة والانجيل، ومرة بالإسلام بالقرآن، أو مرة بالإيمان به قبل نزوله، ومرة بالإيمان به بعد النزول { بما صَبَروا } لثباتهم على الدين ولو تزلزلوا عنه لم ينفعهم إيمانهم، وما مصدرية، ولا يقال لو أريد العموم فى الذين آتيناهم الكتاب لعارضهم ما ذكر، لأن كل من آمن منهم يؤذيه أهل دينه ويهجروه { ويدرءُون } عطف على صلة ما، وكذا ما بعد، فكأنه قيل بصبرهم ودرئهم بالحسنة السيئة، وإنفاقهم مما رزقناهم، وكونهم إذا سمعوا اللغو أعرضوا، وقولهم: لنا أعمالنا ولكم أعمالكم والدرء الدفع { بالحسنة السيئة } بالطاعة المعصية، كما قال صلى الله عليه وسلم: "أتبع السيئة الحسنة تمحها" وبالحلم الأذى، وبالكظم الغيظ، وبالعلم الجهل، وبالمعروف المنكر، وبالخير الشر، وهذا أعم { ومما رزقناهم ينفقون } فى أوجه الخير.