التفاسير

< >
عرض

وَقَالَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ ٱللَّهِ خَيْرٌ لِّمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً وَلاَ يُلَقَّاهَآ إِلاَّ ٱلصَّابِرُونَ
٨٠
-القصص

تيسير التفسير

{ وقال الَّذِين أوتوا العِلْم } بأحوال الدنيا والآخرة، والثواب والعقاب، والتوكل والأخبار، ومقتضى قوله:" { الذين يريدون الحياة الدنيا } "[القصص: 79] أن يقال: قال الذين يريدون ثواب الآخرة، لكن ذكرهم بالعلم، لأنه يتوصل بالعلم الى معرفة الدارين { ويْلَكُم } مفعول مطلق عامله من غير لفظه، أى هلكتم، ويلكم أهلكتم هلاككم الذى تستحقونه، ولا يلزم من هذا أن القائلين: " { يا ليت لنا } "[القصص: 79] إلخ مشركون أو منافقون، لأن الويل كلمة تستعمل فى الزجر، ولا تختص بعذاب الآخرة.
{ ثَوابُ الله } على الإيمان والطاعة { خيرٌ } فى الآخرة مما تتمنونه من مال قارون والدنيا كلها { لمن آمن وعَملَ صالحاً } فليدم المؤمن على إيمانه وعلمه، وليكتسب غيره الإيمان والعمل ما دام فى الدنيا { ولا يُلقاها } هذه القولة، ومعنى تلقيتها جعلها ملاقية لقلب من أذعن إليها بالقبول والعمل، أو الضمير للثواب بمعنى المثبوبة الجنة أو للإيمان، والعمل الصالح، والتأنيث لتأويل الجماعة، إذ قد يعبر عن الاثنين بعبارة الجمع، أو لأن المراد بالعمل الأعمال، ولتعدد إيمان من آمن، أو للتأويل بالسيرة والطريقة { إلاَّ الصابرون } على الطاعات والمصائب، وعن المعاصى والشهوات.