التفاسير

< >
عرض

وَلاَ تَدْعُ مَعَ ٱللَّهِ إِلَـٰهاً آخَرَ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ لَهُ ٱلْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ
٨٨
-القصص

تيسير التفسير

{ ولا تَدْعُ } تعبد { مَع الله إلٰها آخر } ولبعده صلى الله عليه وسلم عن تلك الأمور قيل: الخطاب لغيره ممن آمن { لا إله إلاَّ هو } تعليل وتقدير لقوله: { ولا تدع مع الله إلها آخر } { كل شىء } حى قبل نزول القرآن، وحال نزوله وبعده { هالكٌ } ذُو هلاك أى موت ففاعل للنسب، أو سيموت ففاعل للاستقبال باعتبار أن القرآن خلقه الله وكتبه فى اللوح المحفوظ، قيل خلق الأحياء، ولو جعلناه للحال وقت النزول، أو للاستقبال وقته، أو للمضى لذلك لم يعم وهو شامل للحور، والولدان والزبانية يموتون ثم يحيون يوم القيامة { إلاَّ وجْهَه } إلا الله عز وجل، وعبر بالوجه لأن معظم الشىء وجهه، والاتصال أصل فى الاستثناء، فتفيد الآية أن الله يسمى شيئا، وهو شىء لا كالأشياء، لا يقبل العدم، لأن وجوده ذاتى، والهلاك بمعنى الموت مشهور فى كلام العرب، وبه فسر ابن عباس الآية، وقال: لما نزل: " { كل نفس ذائقة الموت } "[آل عمران: 185] قيل: يا رسول الله فما بال الملائكة؟ فنزل: { كل شىء هالك إلاَّ وجهه } وعن سفيان الهلاك البطلان، ووجهه ما يوجه به الى الله سبحانه من العمل الصالح، فإنه معتبر باق ببقاء ثوابه { له } لا لغيره { الحُكْم } القضاء النافذ فى كل شىء فى الدنيا والآخرة فيكم وبينكم { وإِليْهِ } لا إلى غيره { ترجَعُون } للجزاء على الإشراك وأعمال السوء والتوحيد والعمل الصالح، ويجوز عود الهاء للحكم، وهو ولو كان أقرب مذكور لكن الكلام مبنى على ذكر الحاكم وهو الله، لا على الحكم، وأيضا التذكير بالرجوع الى الله أقوى من التذكير بالرجوع الى الحكم، وكونه حكما كفى فيه قوله: له الحكم".
اللهم يسر لنا فى الدنيا والآخرة وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.