التفاسير

< >
عرض

وَمَا جَعَلَهُ ٱللَّهُ إِلاَّ بُشْرَىٰ لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ وَمَا ٱلنَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ ٱللَّهِ ٱلْعَزِيزِ ٱلْحَكِيمِ
١٢٦
-آل عمران

تيسير التفسير

{ ومَا جَعَلَهُ } أى الإمداد بالملائكة الذى أمدكم به ببدر، أو الوعد بالإمداد، أو التسويم، أو تنزيل الملائكة أو النصر، و الصحيح الأول، أو الموعود به فى أحد، المتوقف إنجازه عَلَى الصبر والثبات، ولا إشكال فى التبشير عَلَى وعد شرط { اللهُ إلاّ بُشْرَى لَكُمْ }، أى لأجل شيء إلا للبشرى، أو ما صبره إلا بشرى، وهو اسم مصدر بمعنى التبشير، وهو الإخبار بخير يظهر به أثر الفرح فى البشرة، أى جلدة الوجه، وإذا استعملت فى الشر فتهكم أو مشاكلة وقيل حقيقة لظهور أثر البؤس عَلَى البشرة أيضا، والصحيح أنه مجاز فى الشر، لأنه لا يستعمل فيه إلا لقرينة { وَلِتَطْمَئِنَّ } تكن عن الخوف { قُلُوبُكُم بِهِ } عطف على المعنى، أى للبشرى والتطمين، وفاعل الاطمئنان غير فاعل الجعل والتبشير، فجر باللام، أو يقدر، وفعلت ذلك لتطمئن به قلوبكم، النفوس جبلت عَلَى مراعاة الأسباب، روى ابن إسحاق، أن سعد بن مالك كان يرمى فى غزوة أحد وفتى شاب كان ينبل له كلما فنى النبل أتاه به، وقال: ارم يا أبا إسحاق ارم يا أبا إسحق، فلما انجلت المعركة سأل عنه فلم يعرف { وَمَا النَّصْرُ } المعهود الواقع بإمداد الملائكة { إلا مِنْ عِندِ اللهِ العَزِيزِ الحَكِيمِ } لا تتوهموا أنه بكثرة الملائكة يوم بدر ولا بكثرة العدد والعدة فى موضع ما، ومن حكمته أن يذل الكثير، ويعز القليل إذا شاء ولو بلا واسطة.