التفاسير

< >
عرض

مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ ٱلْمِهَادُ
١٩٧
-آل عمران

تيسير التفسير

{ مَتَاعٌ } تمتع، أو متمتع به حقير، كما يفيده التنكير، أى ذلك متاع { قَلِيلٌ } بالنسبة إلى ما أعد الله لكم فى الآخرة، ولقصر مدته وتكدره والمتكدر قليل، ولو كثر، لأن تكدره نقص منه، قال مسلم عنه صلى الله عليه وسلم: "ما الدنيا فى الآخرة إلا كما يجعل أحدكم أصبعه فى اليم فلينظر بم يرجع" ، أى بم يرجع من اليم، فإنه يرجع بالبلة، وهو تمثيل بأقل ما نفهم، وحقيقة الأمر أكثر لأن البصر ينقضى ببلة الأصبع على طول تكرير جعل الأصبع فيه طولا، لا يعلمه إلا الله، والجنة لا تنقضى، ويبعد أن تفسر بالنسبة إلى أعمالهم الشاقة، فضلا عما أعد، لهم من العذاب، إذ المقام ليس لذكر ذلك إلا بتكليف إفهام أنهم ما حصلوه إلا بتعب شديد، مع ما لهم من النار فلم يتمحض لهم { ثُمَّ مَأْوَاهُمُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ المِهَادُ } هى، شبهت بالمهاد تهكماً بهم، إذ قدموها لأنفسهم كما يفرش اللين للصبى.