التفاسير

< >
عرض

قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ ٱللَّهَ فَٱتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ ٱللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَٱللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
٣١
-آل عمران

تيسير التفسير

{ قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ } نزلت فى قول اليهود، نحن أبناء الله.. الخ ولم يقبلوها، وفى قوم مؤمنين قالوا، نحب الله، وفى قول نصارى نجران، تقول عيسى الله أو ابنه ونعبده حبا له وتعظيما لله عز وجل، وفى قول قريش: نعبد هذه الأصنام لتقربنا إلى الله، إذ وقف عليهم صلى الله عليه وسلم وقد علقوا عيها ببعض النعام وشنقوها، وهم سجد لها، فقال، والله لقد خالفتم إبراهيم وإسماعيل { فَاتَّبِعُونِى } فى أمرى، لثبوت نبوتى ورسالتى بالأدلة الواضحة { يُحْبِبْكُمُ اللهُ } الحب ميل النفس إلى الشىء، والله منزه عن ذلك، لأنه كامل، وكل شىء مخلوق له ومنته إليه فلا شىء يحتاج الله إليه، فيميل إليه، فحب الله لخلقه لازم ذلك، وهو فعل الخير لهم على طاعتهم، فذكر اللازم لذكر الملزوم، وفيه مشاكلة أيضا لقوله تحبون، وحبهم الله ميل نفوسهم إلى ثوابه وإحسانه وعبادته والعارفون يحبون الله لذاته، بمعنى تعظيمه واتباعه واحترامه، ولو لم يكن ثواب ولا عقاب، إلا أن ذلك لأجل صفاته وأفعاله تعالى، وقيل، حب المخلوق الله إرادة اختصاصه تعالى بالعبادة، فالمراد لازم هذه الإرادة، وهو إيقاع العبادة له وحده، أو شبه تلك الإرادة بالحب الذى هو ميل النفس على طريق الاستعارة، وإن قدرنا تحبون ثواب الله، أو رضى الله، وأو طاعة الله فمن مجاز الحذف { وَيَغفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } لمن اتبعنى، ويجوز أن يكون والله غفور رحيم من الله غير داخل فى القول، أى والله غفور رحيم لمن اتبعك.