التفاسير

< >
عرض

إِلاَّ ٱلَّذِينَ تَابُواْ مِن بَعْدِ ذٰلِكَ وَأَصْلَحُواْ فَإِنَّ الله غَفُورٌ رَّحِيمٌ
٨٩
-آل عمران

تيسير التفسير

{ إلاَّ الَّذِينَ تَابُوا } من الكفر الأصيل، أو من كفر الردة، فالاستثناء متصل، كأنه قيل، الكفرة ملعونون، كفرا أصيلا أو كفر ردة،، إلا من تاب منهم فلا لعن عليه، فلا حاجة إلى جعله منقطعا { بَعْدِ ذَلِكَ } الارتداد أو الكفر مطلقا { وَأَصْلَحُوا } أى اعتقادهم وأعمالهم مع الخالق والمخلوق، أو دخلوا فى الإصلاح { فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } لهم ولكل مذنب تائب، نزلت الآية فى الحارث بن سويد، كما أخرجه النسائى عن ابن عباس، رضى الله عنهما، ارتد، فلحق بمكة، وندم، فأرسل إلى قومه أن يسألوا النبى صلى الله عليه وسلم، هل له من توبة، فسألوه صلى الله عليه وسلم، فأنزل الله عز وجل هذه الآية، فبعث بها إليه أخوه الحلاس، بضم وتخفيف، وقيل بالتشديد، مع رجل من قومه، فأقبل إلى المدينة تائبا، فقبله النبى صلى الله عليه وسلم، وحسن إسلامه، وخصوص السبب لا ينافى ظوم الحكم المفاد باللفظ العام.