التفاسير

< >
عرض

وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَٱخْتِلاَفُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذٰلِكَ لآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ
٢٢
-الروم

تيسير التفسير

{ ومِن آياته خَلْق السَّماوات والأرض } من الماء { واختلاف ألسْنَتكُم } بحيث لا يوجد صوت احد مساويا لصوت الاخر، مع كثرة الناس، ولو اتفقت الصور او الاصوات لتعطلت مصالح، ولو تكلمت جماعة من وراء الستر لميزت كل واحد بصوته، وهذا لانه اعم ومشاهد لكل احد اولى من تفسير الالسنة باللغات، كالعربية والبربرية والفارسية، وقد لا يعرف الانسان ان لغة غير لغته موجودة، وايضا اللغات بالتكلم واختلاف الاصوات بالنغم اكثر، وبالطبع لا بالتعلم، وعن وهب: اللغات اثنتان وسبعون، فى ولد حام سبع عشرة، وفى ولد سام تسع عشرة، وفى ولد يافث ست وثلاثون، ولو يعلم مولود لغة لنطق بما شاء الله، ونرى البكم يعالج النطق، ونسمع منه الصوت، ولا نفهم منه الا بالاشارة.
{ وألوْانِكمُ } بياض وحمرة وسواد ونحو ذلك، او الالوان بمعنى الانواع، وهو مجاز، وخلاف الظاهر وهو اعم، فنوع أبيض، ونوع اسود، ونوع احمر، ونوع طويل، ونوع قصير، ونوع متوسط، ونحو ذلك من الاختلاف حتى لا تجد اثنين بلا تمايز مع كثرة الناس ولو توءمين من بطن واحد { إنَّ في ذلك } المذكور من خلق السماوات والارض، واختلاف الالسنة والالوان { لآيات } عظيمة كثيرة { للعالمين } لا تخفى على احد منهم من اهمل عقله.