التفاسير

< >
عرض

الۤـمۤ
١
غُلِبَتِ ٱلرُّومُ
٢
فِيۤ أَدْنَى ٱلأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ
٣
-الروم

تيسير التفسير

{ الم غلبَتِ الرُّوم } ذرية روم بن يونان بن علجان بن يافث ابن نوح عليه السلام، او روم بن يافان بن يافث، او روم بن عيص بن اسحاق بن ابراهيم، غلبهم فارس { في أَدْنى الأرْض } فى اقرب ارض الروم الى مكة ورجحه ابن حجر، او فى أقرب أرض مكة ونواحيها الى الروم، او فى اقرب ارض الروم او فارس، لان الحرب وقعت بين اذرعات وبصرى، وقال ابن عباس: فى الاردن وفلسطين، وقيل: فى جزيرة ابن عمر تجرى هذه الاقوال على ما مرقبلها، وعبارة بعض ادنى الارض، قرب ارض الشام الى فارس، وقيل: اذرعات، وقيل: الاردن: وقيل: الجزيرة.
{ وهُمْ مِن بَعْد } متعلق بالفعل بعده { غَلبَهم } من بعد ان كانوا مغلوبين، على ان الغلب مصدر من المبنى للمفعول مضاف الى نائب الفاعل، او من بعد ان غلبهم فارس، فهو مصدر مضاف للفاعل، والاول اولى لمناسبة غلبت بالبناء للمفعول { سيَغْلبِون } تكون الروم غالبة لعدوهم فارس، وقال: هم، ولم يقل: ومن بعد غلبهم سيغلبون لتأكيد غلبتهم لفارس، وقيل: ان هرقل عادل خائف لله تعالى لما راى فساد الفرس فى بلاده بالنهب والقتل تضرع الى الله ان ينجى الروم منهم، فجئ اليه فى نومه ليلة بخسرو، فى عنقه سلسة فقيل له: عجل بقتال برويز تنصر، فعسكر من قسطنطينة الى نصبين فقابلهم خسرو باثنى عشر الفا، مع امير فقتل هرقل منهم تسعة آلاف، وهزموهم حتى ربطوا خيلهم بالمدائن.
ويروى ان كسرى بعث الى اميره شهريا الذي ولاه على محاربة الروم ان اقتل اخاك فرخان لقوله: رايتنى في النوم جالسا على سرير كسرى، فلم يقتله، فراجع شهريار كسرى مرتين بعد الاولى ان فرخان يسعى فى صلاحك، فكيف اقتله، فبعث كسرى الى فارس ان عزلت شهريار، وجعلت مكانه اخاه فرخان، وامره بقتل اخيه شهريار، فاطلع فرخان على ذلك المذكور من مراجعة شهريار كسرى، بان لا يقتل فرخان فرد الملك لاخيه شهريار، وكتب شهريار الى قيصر ملك الروم، فتعاونا على كسرى فغلبوه.
وقبل ذلك قتل الروميون سخهم ابنه بناطوس، وهرب ابنه الاخر الى خسرو، وقد مضى من سلطنة خسرو واربع عشرة سنة فبعث معه، ثلاثة امراء مع عسكر عظيم، فدخلوا الشام، فاسروا من فلسطين وبيت المقدس من الاساقفة وغيرهم، وارسلوا الى خسروا الصليب المدفون فى تابوت من ذهب، واستولوا على الاسكندرية بلاد النوبة، ووصلوا الى نواحى القسطنطينية، وهذه غلبة الفرس للروم، وهى الاولى، والغلبة الثانية غلبة الروم لهم، وكلتاهما على عهد خسرو.