التفاسير

< >
عرض

يٰبُنَيَّ أَقِمِ ٱلصَّلاَةَ وَأْمُرْ بِٱلْمَعْرُوفِ وَٱنْهَ عَنِ ٱلْمُنْكَرِ وَٱصْبِرْ عَلَىٰ مَآ أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ ٱلأُمُورِ
١٧
-لقمان

تيسير التفسير

{ يا بني أقم الصَّلاة } تكميلا لنفسك الناقصة، فكمال الانسان بكمالها، ونقصه بنقصها، قيل قال له: اذا جاء وقت الصلاة فلا تؤخرها، صلها واسترح منها، فانها دين، وصل فى جماعة ولو على راس زج { وأمُر } الناس { بالمعروف } عن ابى سعيد الخدرى: كل بلد فيها اربعة اهلها معصومون من البلاء:
امام عادل، او من يقول مقامه لا يظلمهم شيئا.
وعالم على سبيل الهدى.
ومشايخ يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، ويحرصون على تعليم العلم والقرآن.
ونساء مستورات لا يتبرجن.
قال الله عز وجل:
" { لولا ينهاهم الربانيون والأحبار } "[المائدة: 63] الخ قال عز وجل: " { كنتم خير أمة } " [آل عمران: 110] الخ قال صلى الله عليه وسلم: "لتأمرون بالمعروف ولتنهن عن المنكر أو ليسلطن الله عليكم شراركم ثم يدعو خياركم فلا يستجاب لهم" واذا كان الامر الناهى يقذف ويشتم، او يضرب فتركهم افضل، وان علم انه ان ضربوه او شتموه لم يصبر فتقع الفتنة، فليتركهم، وان علم من نفسه الصبر، ولا يشكون فلا بأس، وعمله عمل الانبياء، وان علم انهم لا يغلبون ولا يخاف ضربا ولا شتما فالامر افضل.
{ وانْهَ } الناس { عن المُنْكر } تكميلا لغيرك وهما على العموم اولى من قول ابن جبير: المعروف التوحيد: المنكر الشرك، ولعله اعتبر ان الاصل ذلك: او اراد التمثيل{ واصْبر على ما أصابكً }من الشدائد والمحن من شدة إقامة الصلاة، فان اقامتها شديد، وانها لكبيرة الا على الخاشعين، ومن مضار الناس عليك لأمرك ونهيك وعداوتهم لك على ذلك، وشهر ان الاصابة على الامر والنهى، وهو المتبادر وهو قول سعيد بن جبير.
{ إنَّ ذلك } اى الصبر على شدائده اقامة الصلاة، وشدائد الامر والنهى، او ان الصبر على الامر والنهى، او على ما اصابك بهما او ان ما ذكر من نفس اقامة الصلاة والامر والنهى، واشارة البعد فى كل ذلك لعلوه { من عَزم الأمُور } من قطع الامور: اى من الامور المقطوع بها من الله ايجابا، ولم يجعلها ندبا او اختيارا منكم، فعزم مصدر بمعنى مفعول من اضافة النعت الى المنعوت، اى من معزومة الامور، اى من الامور المعزومة من اهل الحزم السالكين طريق النجاة، اى المعزوم عليه، وقد قيل: العزم الحزم، ويجوز ان يكن على الاسناد المجازى، اى من عازمة الامور، اى الامور العازمة كقوله تعالى:
" { فإذا عزم الأمر } "[محمد: 21] ويجوز تكون الاضافة بمعنى فى على غير الوجه الاخير، والجملة تعليل لما قبلها: او مستأنفة للتاكيد، وهو أولى.