التفاسير

< >
عرض

وَلَمَّا رَأَى ٱلْمُؤْمِنُونَ ٱلأَحْزَابَ قَالُواْ هَـٰذَا مَا وَعَدَنَا ٱللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلاَّ إِيمَاناً وَتَسْلِيماً
٢٢
-الأحزاب

تيسير التفسير

{ ولما رأى المُؤمنون الأحْزاب قالُوا هذا } اى هذا الذى رأينا من اتيان الاحزاب او هذا البلاء { ما وعَدنا الله ورسُولهُ } اى ما وعدناه الله ورسوله، ومن العجيب جعل ما مصدرية، ثم يأول المصدر، وهو الوعد بالموعود الذى هو ما وعدناه الله، فليبق بلا مصدرية ويقدر الهاء كما رأيت.
والموعود قوله فى سورة البقرة:
" { أم حسبتم أن تدخلوا الجنة } " [البقرة: 214] إلى: " { والضراء } " [البقرة: 214] وهى نزلت قبل نزول الاحزاب على المدينة بعام، وأيضا الموعود قوله صلى الله عليه وسلم: "ان الاحزاب سائرون اليكم تسعا او عشرا" اى آخر تسع او عشر اى من وقت الاخبار، او من غرة الشهر، وآية البقرة فى ذلك اولى من هذا، لانه لم يجئ حديثاً.
{ وصَدق الله ورسُولُه } داخل فى القول عطف على جملة: هذا ما الخ، ولا يجوز عطفه على وعدنا الله، اذ لا رابط فى هذا المعطوف يعود الى ما الا ان يقدر: وصدق الله ورسوله فيه، ولم يضمر، لانه لو قال وصدقا لجمع الله وغيره فى ضمير، ومر كلام فى سورة المائدة على ذلك { وما زادهُم } فاعل زاد ضمير الرأى مصدر رأى بلا تاء، او ضمير الشهود مصدر شهد، او ضمير البلاء، وذلك اولى من رجوعه الى الوعد، بان يزيدهم الايمان { إلا إيماناً } بالله انه له حق اذ وعد الغيب الذى لا يعمله غيره، فوقع وهذا أولى من تقدير ايمانا بالله وبمواعيده، والتحقيق ان الايمان يزداد لزيادة الادلة، وللفكر فيها بمعنى يرسخ بعد ان ثبت اصله { وتسليما } لقضائه.