التفاسير

< >
عرض

وَمَن يَقْنُتْ مِنكُنَّ للَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحاً نُؤْتِهَـآ أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقاً كَرِيماً
٣١
-الأحزاب

تيسير التفسير

{ ومَنْ يقْنُت } يخضع بالايمان { منكنَّ لله ورسُوله وتعْمَل صالحاً } عملا صالحا كصلاة وصوم وزكاة، وذلك غير القنوت، وان فسرنا القنوت بالطاعة فهى طاعة رسوله بحسن العشرة، والاحسان اليه، فالمعنى من يطع الله بالعمل الصالح، ورسوله بالاحسان اليه، وقيل: القنوت له صلى الله عليه وسلم بالخضوع، وللعمل الصالح له ايضا، وهو القيام بمصالحه، وخدمة البيت، وإنما ذكر الله تعظيماً له صلى الله عليه وسلم، قيل: ان القنوت السكوت عن طلب ما ليس عنده، والعمل الصالح طاعة الله عز وجل.
{ نُؤتها أجْرها مرتيْن } فما فيه عشر حسنات لغيرها فلها فيه عشرون، وما فيه خمس وعشرون فيه خمسون فذلك فى الآخرة، وذلك لمزيد كرمهن على الله، وسواء ما عملنه فى حياته صلى الله عليه وسلم، وما عملنه بعد موته، وقيل: سبب التضعيف انهن يعملن لرضا الله، ويعملن لرضا رسوله صلى الله عليه وسلم، وفى قلوبهن ان يعملن لرضاه، ولو عاش الى يوم القيامة فلم ينقض عملهن لرضاه بموته، ويضعف ما قيل: ان احد الضعفين فى الدنيا والاخر فى الاخرة واحد الاجرين فى الدنيا، والاخر فى الاخرة.
{ وأعْتَدنا لَها } فى الاخرة زيادة على الاجرين الشاملين لرزق سائر اهل الجنة الذى تناله { رزْقاً كَريماً } عظيم القدر، وان فسر بمطلق رزق الجنة المشترك فيه أهل الجنة، فإنما ذكره فى مقابلة طلبهن رزق الدنيا، وكرمه انه ليس كرزق الدنيا، وانه لا آفة فيه بزواله، او نقصه او كسبه، او التضرر به فى البطن، وقيل: الرزق الكريم فى الدنيا، وذكره فى مقابلة ان سبب النزول طلب الرزق كذا قيل، ولكن المطلوب مع ما فى الآخرة.