التفاسير

< >
عرض

مَّا كَانَ عَلَى ٱلنَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ ٱللَّهُ لَهُ سُنَّةَ ٱللَّهِ فِي ٱلَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلُ وَكَانَ أَمْرُ ٱللَّهِ قَدَراً مَّقْدُوراً
٣٨
-الأحزاب

تيسير التفسير

{ ما كانَ على النَّبي } صلى الله عليه وسلم { مِنْ حَرجٍ فيما فَرضَ الله له } قطعه له، وجعله نصيبا، يقال: قطع له السلطان كذا، وفرضه له، وذلك كنكاح تسع، وتزوج بلا صداق ولا ولى ولا شهود، وحسدوه قيل:

وأظلم خلق الله من بات حاسداً لمن كان فى نعمائه يتقلب

{ سنَّة الله } مفعول مطلق اى سن الله ذلك سنة، او منصوب على الاغراء بالخطاب، اى الزم سنة الله، او عليك سنة الله، ولا تقدر عليه سنة بالنصب بعليه على الاغراء بمعنى ليلزم، لان اغراء الغائب ضعيف كقولهم: عليه رجلاً ليسنى، وقيل: اسم الفعل لا يعمل محذوفا { في الذين خَلوا } مضوا من الانبياء { مِنْ قَبْل } من قبلك كما كان لداود مائة امرأة، وثلثمائة سرية، ولسليمان ثلاثمائة امرأة، وسبعمائة سرية، واخرج ابن سعد، عن محمد بن كعب القرظى ان الف امرأة، ولعل الألف ثلاثمائة امرأة وسبعمائة سرية، وفى متعلق بسنة او بعماله المحذوف.
{ وكان أمْر الله قَدَراً } ذا قدر، او عن قدر { مقْدُوراً } تأكيد وهو نعت، كظل ظليل، وليل أليل، ويوم أيوم، والقدر ما فى الخارج، والقضاء فى الازل والأولى ان القدر هنا بمعنى القضاء، اذ يكون كل بمعنى الاخر، والامر واحد الامور، لا يتخلف وقد قضاه الله عز وجل، او ضد النهى فاتبعه ولا تخالف، ومعنى اتباع من قبله ولزم طريقهم ان يعتقد ان له ما لهم من التوسعة.