التفاسير

< >
عرض

لَّئِن لَّمْ يَنتَهِ ٱلْمُنَافِقُونَ وَٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَّرَضٌ وَٱلْمُرْجِفُونَ فِي ٱلْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لاَ يُجَاوِرُونَكَ فِيهَآ إِلاَّ قَلِيلاً
٦٠
-الأحزاب

تيسير التفسير

{ لئن لمْ ينْتِه المنافقونَ } عن إظهار النفاق والإيذاء { والَّذين في قُلوبِهم مَرضٌ } عن إظهار مرضهم، وما يتولد منه من التأثر بكلام المنافقين ووسوستهم، وهم قوم ضعُف إيمانهم، استعار لذلك الضعف اسم المرض { والمرجفُون في المدينَةِ } عن الإرجاف، وهم اليهود المحركون لقلوب المؤمنين بالتخويف، بنشر أخبار السوء الكاذبة عن سرايا المسلمين، أو الآتون بالأخبار المتحركة، أى المضطربة غير الثابتة، وأصل الإرجاف التحريك للجسم، استعير لذلك التغيير، واشتق منه على التبعية مرجف، وعن عكرمة وعطاء: المرض حب الزنى، وقيل: الثلاثة واحد، أى لئن لم ينته الجامعون بين النفاق ومرض القلب والإرجاف فى المدينة.
{ لنُغْرينَّك } لنلصفنك { بِهِم } لا تفارقهم حتى تهلكهم بما ذكر بعد، وذلك مأذخوذ من الغراء وهو ما يلصق به الشىء، والمراد التحضيض، استعير له الإغراء، واشتق منه نغرى { ثُم لا يُجاورونَك فيها } ثم للترتيب الرتبى، فان الخروج عن المدينة أعظم شىء عليهم لشدة مفارقة الوطن، وشدة مفارقة الرسول لا لحبهم له، لأنهم لا يحبونه، بل للأهانة تلقهم بالطرد عنه { إلاَّ قَليلاً } زمانا قليلا، أو جوارا قليلا قدر ما يتبين أنهم تابوا، أو أصروا، وما يجمعون مالهم وعيالهم ورحالهم، ولا ينظرون الى أن يجدوا منزلا آخر، كما ينظر من لزمه الخروج من دار سكنها بوجه شرعى اذا تم أجل السكنى، أو سكنها بهبة وبلا أجل، فأراد صاحبها، ولمالكها أجرة ما زاد بالسكنى على الكراء.