التفاسير

< >
عرض

وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَٱتَّبَعُوهُ إِلاَّ فَرِيقاً مِّنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ
٢٠
-سبأ

تيسير التفسير

{ وَلَقَد صَدَّق عليْهِم إبْليس ظنَّه } على سبأ أو على بنى أدم: أى حق عليهم ظنه، أو وجدوه صادقاً، أو فى ظنه، أو أصاب ظنه، وليس على يقين من اهلاك الناس حين قال: " { لأغوينَّهم } "[ص: 82] بل على ظن، ثم كلما أهلك أحدا صدَّق ظنه، ومنشأ ظنه فى سبأ وبنى آدم أنهما كهم فى الشهوات، أو فى بنى آدم قياسهم على أبيهم، إذ أثر فيه، وسواسه قياسا للفرع على الأصل، والولد على الوالد، ومنشأه ما فيهم من الشهوة والغضب، أو قول الملائكة: " { أتجعل فيها } "[البقرة: 30] إلخ أو ما رأى من نفسه من المعصية، ظن أنه كما عصى يعصون، أو كل ذلك، والمفعول الثانى محذوف أى ظنه أنهم يعصون. { فاتَّبعُوه إلاَّ فَريقاً مِن المُؤمنِين } من للبيان، أى إلا فريقا هم المؤمنون، والتقليل بلفظ فريق لقلة المؤمنين بالنسبة للكفار، وهذا مما يقوى أن هاء عليهم لبنى آدم أو لقلتهم بالذات، على أن الهاء لسبأ على فرض أن فيهم من آمن، فمن للتبعيض كما إذا قلنا: فريقا من فرق المؤمنين مطلقا، أو هم المخلصون.