التفاسير

< >
عرض

قُلِ ٱدْعُواْ ٱلَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِّن دُونِ ٱللَّهِ لاَ يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَلاَ فِي ٱلأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِن شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِّن ظَهِيرٍ
٢٢
-سبأ

تيسير التفسير

{ قُلْ } يا محمد لقومِكَ المُشْركين المضروب لَهُم المَثل بقصة سبأ المفروفة لهم، المذكورة فى أشعارهم { ادْعُوا } لكشف الجوع عنكم، كما روى أنها نزلت عند جوعهم، ولكشف سائر الأضرار، وجلب المنافع، والأمر توبيخ لهم على عبادة ما لا ينفع وتعجيز { الَّذين زعمتم } أى زعمتموهم آلهة، وحذف المفعولان، ولا يضر كثرة الحذف مع ظهور المعنى، وهو هنا كالشمس، ولا سيما إن حذف رابط الموصول من فعل صلته المتعدى للطول، إذ الموصول والصلة كواحد من حديث البحر، والثانى ناب عنه قوله: { من دون الله } إلا أن المناسب لسائر القرآن أن يقدر زعمتم أنهم آلهة، إذ لم يقع فى القرآن مفعولا الزعم إلا بأن، ومراعاة المناسبة أولى من مراعاة تقليل المحذوف، فانه إذا قدر بأن زاد حذف أن.
{ لا يمْلكُون مِثْقَال ذَرَّةٍ } مستأنف جواب بما لا بد أن يقولوه فلم ينتظر أن يقولوه، أو حال لازمة من الذين، ولا حاجة الى تقدير ثم أجب عنهم قائلا، لا يملكون مثقال ذرَّة { في السَّماوات ولا في الأرض } أى فى أمر من أمور الدنيا والآخرة، وذكر السماوات والأرض عبارة عن التعميم فى الموجودات الشاملة للعرش والكرسى، قال بعض المحققين من الحنفية، كما يذكر المهاجرون والأنصار تعميما للصحابة، وأيضا فى السماوات لهم آلهة كالملائكة والكواكب، وفى الأرض آلهة كالأصنام، فأخبر الله أن السماوية عاجزة عن الأمر السماوى، والأرضية عن الأرضى، وأن المستحق للعبادة من يملك أمور السماوات والأرض وغيرها.
{ ومَالَهُم } للآلهة التى نزلوها منزلة الحى العاقل، حتى إنهم يعبرون عنها بما للعقلاء كالذين، ويملكون ولهم وهى الأصنام والكواكب، والشمس والقمر، وإذا عمت الآية الملائكة فهم عقلاء تحقيقا { فيهما } فى النوعين الاثنين: أحدهما السماوات، والآخر الأرض { مِنْ شرْكٍ } شركة بخلق أو إعدام ملك أو تصرف { ومالَهُ } لله عز وجل { منْهُم } من آلهتهم { مِن ظَهير } معين على أمر من أمورهما.