التفاسير

< >
عرض

وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِم مِّن قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُواْ فِي شَكٍّ مُّرِيبٍ
٥٤
-سبأ

تيسير التفسير

{ وحِيل } حال الله، ونائب الفاعل ضمير الحول، أى وحيل الحول أى أوقع الحول { بيْنهم وبين ما يشْتهون } هو الرجوع الى الدنيا، أو الايمان المقبول، أو التوبة أو طاعة الله عز وجل، ومرجع الثلاثة واحدا، والأهل والمال والولد، أو أن يغلبوا المهدى وجنده، أو أن يخربوا الكعبة أو النجاة، أو نعيم الدنيا ولذاتها { كما فُعِلَ } فعل الله { بأشْياعِهم } أشباهَهُم فى الكفر من الأمم قبلهم، فإن الكفار بعض شيعة لبعض بالكفر الجامع لهم، وقيل: المراد أصحاب الفيل، والآية فى السفيانى وجنده، يفعل بالسفيانى مثل ما فعل بأصحاب الفيل { مِن قَبْل } فى الزمان قبلهم متعلق بفعل، والحيلولة، فى الدنيا، وعلقه بعض المحققين بأشياع، على أن المراد من اتصف بصفتهم قبل، ورجح بأن ما يفعل بجميعهم فى الآخرة إنما هو فى وقت واحد.
{ إنَّهم } أى الأشياع، وقيل المحدث عنهم { كانُوا في شك مُريبٍ } موقع غيره من الناس فى ريبة، فهو متعد لمحذوف، أو هو للنسب، فهو لازم أى صار ذا ربية، شبه الشك بانسان يصح أن يكون مريبا لغيره، أو ذا ريبة، ورمز الى ذلك بذكر الإرابة، فالتثبيه استعارة بالكتابة، والارابة قرينة واثباتها تخييلية، ففى مريب استعارة تبعية.