التفاسير

< >
عرض

وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلَىٰ رَجُلٍ يُنَبِّئُكُمْ إِذَا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّكُمْ لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ
٧
-سبأ

تيسير التفسير

{ وقال الَّذين كفرُوا } قريش يخاطب بعضها بعضا استهزاء به صلى الله عليه وسلم { هل ندلُّكم على رجُل } يعنون رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونكروه للتحقير، كأنهم لم يعرفوا منه إلا أنه رجل منتصف بقول كذا، مع أنه أظهر من الشمس، وفى قلوبهم وصفه بالكمال، ولقد أحسن القائل:

وليس قولك من هذا بضائره العرب تعرف من أنكرت والعجم

ونعتوه بقولهم: { يُنبئكم إذا مُزِّقْتم كُلَّ ممزَّق } جواب إذا محذوف، أى تبعثون وتعلق به، أو يقدر تبعثون قبلها، وتعلق به خارجة عن الشرط، والصدر المجموع على كل حال مفعول به لقوله: ينبى محكى، لأن معناه يقولون، وذكرت الحكاية على طريق النحو، ولا يقدم فيه منع أصحابنا رحمهم الله أن يقال: حكى الله إذ لا معنى فى ذلك محذور، لأن المراد أن الله تعالى ذكر عنهم كذا، ولا يعلق بخلق أو بجديد، أو فى استقرار فى قوله: " { يخلق } " [آل عمران: 47] على أن الجملة جواب إذا، لأنها لو كانت جواب إذا لقيل فانكم بالفاء، ولا معمول خبر إن ومتعلقاته لا يتقدم على إن، وجديد نعت، ومعمول النعت لا يتقدم على المنعوت، ولا يتعلق بندل أو ينبىء، لأن الدلالة والتنبئة حال كلامهم لا تعتبران بوقت التمزيق، والتمزيق التفريق، وكل مفعول مطلق وممزق مصدر ميمى، بمعنى التمزيق، وأجيز أن يكون كل ظرف مكان، وممزق اسم مكان ميمى اى مزقتم فى كل موضع تمزيق.
{ إنْكم لفي خلْق جَديدٍ } تأكيد لجواب إذا المقدر، ويجوز أن يكون مفعولا ثانيا لينبىء فى نية التقديم، على إذا معلقا عنه باللام، فيكون إذا ومتعلقها تأكيدا لهذه الجملة، ويقدر خبر ان مستقبلا على كل حال، ويجوز تقديره ماضيا لتحقق الوقوع.