التفاسير

< >
عرض

يُولِجُ ٱلْلَّيْلَ فِي ٱلنَّهَارِ وَيُولِجُ ٱلنَّهَارَ فِي ٱلْلَّيْلِ وَسَخَّرَ ٱلشَّمْسَ وَٱلْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُّسَمًّى ذَلِكُمُ ٱللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ ٱلْمُلْكُ وَٱلَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ
١٣
-فاطر

تيسير التفسير

{ يُولج الليل في النَّهار } بإدخاله فيه شيئا فشيئا، فيقصر ويطول النهار { ويُولج النَّهار في الليل } عكس ذلك، والمضارع للتجدد { وسخَّر الشَّمْس والقَمَر } الماضى لعدم التجدد، ولو كانت آثرهما تتجدد { كلّ يجري } من المغرب الى المشرق، إلا أن الفلك يدركهما فى طريقهما، ويتحرك بهما الى المغرب، وهما مستمران الى المشرق كنملة تجرى إلى أسفل اللوح، وأنت تجذب اللوح إليك { لأجل مسمى } هو يوم القيامة أو سنة للشمس وشهر للقمر.
{ ذلكم } أى العالى الشأن، الفاعل ما لا يفعله غيره، وأخبر عنه بثلاثة أخبار فى قوله: { الله ربُّكم لهُ المُلْك } الأولان مفردان، والثالث جملة، ولا يجوز أن يكون الله نعتا لأنه علم إلا بتأويل المتأهل للعبادة، ويجوز الإبدال، على الوجهين النعت بالتأويل، والبدل يكون خبران لا ثلاثة، ولا يجوز عطف بيان لأنه لا خفاء فى المعطوف عليه، اللهم الا أن يكون على طريقة عطف البيان لا حقيقته، أو لجواز أن يشار الى غير الله عند السامع، ولا يتعين أن الاشارة اليه تعالى حتى يذكر ما يختص به، فجاز البيان قبل ذكر ما يختص به، ومن الجائز أن يكون له الملك مستأنفا مقابلا به قوله تعالى: { والَّذين تَدْعُون } تعبدونهم أو تطلبونهم فى حوائجكم { من دُونه } صيغة العقلاء للأصنام معتبرة باعتقادهم لعنهم الله.
{ ما يَمْلكون من قِطْميرٍ } قشرة رقيقة بيضاء على النواة على المشهور، أو القمع الذى على رأس النواة من خارج، أو ما بين القمع والنواة ممتداً منه إليها، أو القشرة على رأسها، أو النقطة على ظهرها، أو قشرة الثوم، والمعنى: الإله يملك كل شىء والذين تدعون لا يملكون شيئا فليسوا آلهة.