التفاسير

< >
عرض

إِنَّآ أَرْسَلْنَاكَ بِٱلْحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلاَّ خَلاَ فِيهَا نَذِيرٌ
٢٤
وَإِن يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ جَآءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِٱلْبَيِّنَاتِ وَبِٱلزُّبُرِ وَبِٱلْكِتَابِ ٱلْمُنِيرِ
٢٥
-فاطر

تيسير التفسير

{ إنا أرْسَلناك بالحقِّ } حال من الكاف أى ثابتا بالحق أو من نا أى ثابتين، بالحق، أو متعلق بنعت المصدر أى إرسالا مصحوباً بالحق أو متعلق بقوله: { بشيراً } ويقدر ضميره لقوله: { ونذِيراً } أى به لا على التنازع، والأولى بشيراً بالجنة على الموافقة، ونذيراً بالنار على المخالفة { وإنْ مِنْ أمَّةٍ } ما أمة من الأمم الماضية { إلا خلا } مضى { فيها نذير } هو نبى أو عالم، وحذف النعت للعلم به أى نذير بشير، أو لا غناء نذير عنه لأنه لا يخلو الانذار عن خير يبشر به من عمل بالانذار، والبشارة المجملة بأن يقال من فعل كذا فله كذا لا تختص بالنبى، بل تكون من أتباعه القائلين ذلك عنه، وليس المراد أنك يا فلان من أهل النار، أو من أهل الجنة، فضلا عن أنت تختص بالأنبياء، وسلاه صلى الله عليه وسلم بقوله:
{ وإن يُكذِّبُوك } أى قومك وقد جئتم بالقرآن { فَقَد كذَّب الَّذين من قَبْلهم } من الأمم الماضية رسلهم، فلا تحزن فيأخذ الله عز وجل المصرين على تكذيبهم، { جَاءتْهُم رسُلُهم } مستأنف أو حال بتقدير قد، لأنها فعليه ماضوية متصرف فعلها مثبت، وأجيز بلا تقدير لقد { بالبيِّنات } المعجزات، الدالة عل صدقهم { وبالزُّبُر } الكتب الصغار كصحف شيث، وصحف ابراهيم، وصحف موسى { وبالكتاب المُنِير } جنس الكتاب الكبير التوراة والزبور والإنجيل.