التفاسير

< >
عرض

هُوَ ٱلَّذِي جَعَلَكُمْ خَلاَئِفَ فِي ٱلأَرْضِ فَمَن كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَلاَ يَزِيدُ ٱلْكَافِرِينَ كُفْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ إِلاَّ مَقْتاً وَلاَ يَزِيدُ ٱلْكَافِرِينَ كُفْرُهُمْ إِلاَّ خَسَاراً
٣٩
-فاطر

تيسير التفسير

{ هُو الَّذي جَعلكم خلائف في الأرض } عمن قبلكم تتصرفون فيها تصرف الوارث فيما ورث، وتكلفون كما كلفوا لتشكروه بالتوحيد والعبادة، ولا تكفروا كما كفروا، وأهلكوا افتهلكوا كما هلكوا إن لم تعظوا بهم، والخطاب عام، أو لأهل مكة { فمن كَفَر } ابتداء أو ارتدادا، أو استمر على الشرك { فعَليْه كُفْره } وبال كفره لا على غيره { ولا يَزيدُ الكافرين كُفْرهم عنْد ربِّهم } متعلق بيزيد { إلامَقْتاً } أشد البغض، وبغضه تعالى عقابه، وهو منزه عن حقيقة البغض لأنه تألم فى القلب، وضيقه بشىء، فعبر بالملزوم والسبب عن اللازم والمسبب، فالجملة بيان لوبال كفره المذكور، وكرر فى قوله: { ولا يَزيد الكافرين كفْرهُم إلا خَساراً } فى الآخرة للتأكيد وزيادة التقرير، وإشارة بأنه لو لم يكن إلا المقت على الكفر لظهر للمتدبر تركه، ولو لم يكن إلا الخسار بكفره لاختار تركه، والخسار زيادة العذاب، أو جزاء تضييع أبدانهم وأموالهم وعقولهم عن العمل، بما ينفعهم فى الآخرة.