التفاسير

< >
عرض

قُلْ أَرَأَيْتُمْ شُرَكَآءَكُمُ ٱلَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُواْ مِنَ ٱلأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ أَمْ آتَيْنَاهُمْ كِتَاباً فَهُمْ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّنْهُ بَلْ إِن يَعِدُ ٱلظَّالِمُونَ بَعْضُهُم بَعْضاً إِلاَّ غُرُوراً
٤٠
-فاطر

تيسير التفسير

{ قل } يا محمد لقومك تبكيتا لهم { أرأيتُم شُركاءكُم } من تسمونهم شركاء لله، ولكون التسمية منهم، أضاف الشركاء اليهم ولاعتقادهم أنهم شركاء له تعالى أو هم شركاءهم تحقيقا عندهم، لأنهم أشركوهم فى أموالهم، لكن لم يشعروا بتلك الشركة البتة، ولا قبلوها، لأنهم جماد ولا أنكروها أو أضافهم اليهم، لأنهم شركاؤهم فى النار " { إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم } "[الأنبياء: 98] ولأن من عبد صنما قرن به فى النار، والسياق واللحاق يدلان للأول { الذين تدْعُون } تعبدون من دون الله أو تسألونهم حوائجكم والأول أولى { من دُون الله } غير الله أو معه { أروني ماذا خَلقُوا مِن الأرض } بدل اشتمال من أرأيتم شركاءكم، لأن معنى أرأيتم شركاءكم تأملوا فيهم، وأخبرونى عن شأنهم، وبين التأمل فيهم وبين اختفاء خلقهم شيئا ملابسة بغير الجزئية والكلية، فهو بدل اشتمال، والاستفهام غير حقيق، ويجوز أن يكون كالحقيق، أى أعلمتم ما هذه الأصنام، وعلمتم عجزها، وجملة ماذا إلخ سدت مسد مفعولى الإراءة الثانى والثالث معلقا عنها.
{ أم لَهُم شِرْكٌ في السَّماوات } بل ألهــم شركة مع الله فى تلك السماوات، أو فى خلقه لهن أو تصرفه فيهن فتعبدوهم كما يعبد الله { أم آتَيْناهم } أى المشركين { كتاباً } بل آتيناهم كتابا فيه أنهم آلهة مع الله { فَهْم } أى المشركون { على بيِّنَةٍ منه } حجات ظاهرات من ذلك الكتاب، بأنهم شركاءنا فى الألوهية، ومقتضى الظاهر أم آتيناهم كتابا فأنتم على بينة منه، فجعل الغيبة بدل الخطاب المتقدم فى أرأيتم شركاءكم وتدعون وأرونى، وقل: الضميران للشركاء، فليس الكلام على طريق الالتفات، وقيل هاء آتيناهم لشركاء، وهاء فهم للمشركين، بمعنى أم آتينا، الشركاء كتابا فعابدوها على بينة، كأنه قيل: فمن عبدها على بينات، فليس من طريق الالتفات، وجمع البينة لأن الشرك لا يثبت لو كان يثبت إلا بحجج كثيرة لظهور قبحه.
{ بل إن يعِد الظالمونَ بعْضُهم بعْضا } فى الدعاء الى الشرك { إلاَّ غُروراً } هو شفاعة الأصنام لعبادها عند الله عز وجل وقيل: الآية فى عبدة غير صنما أو ملكا أو قمرا أو شمسا أو نجما أو شيطانا.