التفاسير

< >
عرض

قَالُواْ طَائِرُكُم مَّعَكُمْ أَئِن ذُكِّرْتُم بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ
١٩
-يس

تيسير التفسير

{ قالُوا } أى المرسلون رضى الله عنهم { طائركم مَعَكم } سبب شؤمكم معكم، وهو كفركم، اعتقادا أو نطقا، وقبح أعمالكم، وعن ابن عباس: الطائر الشؤم، وأما نحن فيمننا معنا: التوحيد والعمل الصالح، وندعوا اليهما، ولنا الخير بذلك، ويجوز تفسير طائر بما يعم الخير والشر طائركم هو معكم، من اعتقادكم وأقوالكم ان خيرا فخير، وان شرا فشر { أئن ذُكرتم } ذكرناكم نحن أو غيرنا: اذا اجتمع الاستفهام والشرط أجيب الشرط عند يونس، ووجهه انسحاب الاستفهام عليه وعلى أداته وجوابه، فم يحتج الى جواب مخصوص له، فيقدر أين ذكرتم تنطيروا أو تتوعدوا بحذف النون، أو تطيرتم أو توعدتم بماض مجزوم المحل، وقال سيبويه: يجاب الاستفهام فيرفع تتطيرون أو تتوعدون المقدر بثبوت النون، أو يقدر ماض غير مجزوم المحل، ويغنى جوابه عن جواب الشرط، فهو فى نية التقديم، أى أتتطيون أو أتتوعدون ان ذكرتم، واذا قدر مقدما هكذا لم يجزم بأداة الشرط قطعا، وشهر أنه يحذف جواب ما تأخر من شرط أو قسم.
{ بل أنتُم قَوْمٌ مُسْرفون } مستغرقون فى الإسراف، وهو مجاوزة الحد فى الشر، فمن إسرافكم هذا جاءكم الشؤم، لا من جهة المرسلين، بل كم اليمن من جهتم لو اتبعتموهم، وبل للإضراب الإبطالى عما توهموا أن الشؤم من جهة المرسلين، وذكروا لفظ قوم تأكيدا فى تعبيرهم بأنهم توافقوا على الإسراف.