التفاسير

< >
عرض

قُلْ يُحْيِيهَا ٱلَّذِيۤ أَنشَأَهَآ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ
٧٩
-يس

تيسير التفسير

{ قُل يُحييها الَّذي أنشأها أول مَرةٍ } ومعلوم أن الإعادة أسهل من المبدىء فى الجملة والطباع، فلو قالوا به فى الله سبحانه لم يقل عنهم، وكفروا به أيضا لأن فيه نسبة بعض الصعوبة الى الله حاشاه، والأصل بقاء الموجود وهو القدرة، فلا دليل على زوالها، والقديم لا يتغير، والآية كالنص فى أن العظم تدخله الحياة، وإذا انقطع عن صاحبه، أو مات صاحبه مات فيحيا بعد موته، ولا يلزم من عدم حسها أنها ميتة، فبعض الحى يحس، وبعض لا يحس، كالقرن والشعر والسن، وقد قيل: إنها تحس حسا ضعيفا، وأما ما يظهر من حسها، فلما اتصل به، وكما تخرج من حيى أو تزداد فهى حية، ولو كانت ميتة لتعفنت، وما ذلك إلا لحلول الروح فيها، والتأويل بأصحاب العظام، أو بأن العظام اسم لأصحابها، أو بأن إحياءها ردها طرية خلاف الظاهر، ومجاز فهى نجسة كلحم الميتة، ومن قال: لا تحل فيها الحياة قال بطهارتها اذا زالت الرطوبة واللزوجة عنها، كجلد الميتة { وهُو } الله عز وجل { بكلِّ خلقٍ } مخلوق { عليمٌ } فلا تخفى عنه أجزاء الميت، ومواضع تركيبها واتصالها وقواتها كما كان قبل الموت.