التفاسير

< >
عرض

أَوَلَـيْسَ ٱلَذِي خَلَقَ ٱلسَّمَاواتِ وَٱلأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَىٰ أَن يَخْلُقَ مِثْلَهُم بَلَىٰ وَهُوَ ٱلْخَلاَّقُ ٱلْعَلِيمُ
٨١
إِنَّمَآ أَمْرُهُ إِذَآ أَرَادَ شَيْئاً أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ
٨٢
-يس

تيسير التفسير

{ أو لَيْس } أى أليس الذى أنشأها أول مرة، وجعل لكم من الشجر الأخضر نارا، وليس { الذي خَلَق السمَّاوات والأرض } الأرضين مع سعتهن وغلظهن { بقادرٍ على أن يخْلق مثلَهم } يرد خلقتهم الأولى بنفسها، وأعيان أجزائها لما فنيت الأولى، وردت جعل المردود كأنه غير نفس الأول، بل مثلهم ولو كان المردود غير الأولى لم ينكروا، ويخاصموا كما لم ينكروا النشأة الأولى،أو المراد أن يخلق مثلهم معهم، أو كما تقول مثلك يفعل تريد أنت تفعل، وما وجد من حى فهو وما فنى أعاده الله عز وجل، كما قدر على إنشاء شىء لا من شىء، والعاجز هو المخلوق، فإنه عاجز عن أن يدرك ما فيه ظاهر، ألا ترى أن نور عينك يبصر ما هو أوسع مما دارت عليه الأجفان، وأوسع من كوة ينظر منها، فان الله عز وجل خلق نورا يخرج منها ممتدا للجهات، ولا تدرى ذلك ما هو فى الشأن، وتتوهم أنك تدرك شيئا بعينيك معا، وما أدركته إلا بواحدة، واذا غضضت إحداهما تبين لك ذلك.
{ بَلَى } أجاب عنهم، لأن القدرة على ذلك أمر لا محيد عنه، أو لما ترددوا فى الجواب أجاب { وهُو الخلاَّق العَليمُ } عظيم القدرة والعلم، فلا يعجز عن شىء لأنه يفعل بلا علاج كما قال:
{ إنَّما أمْره } شأنه أو قوله كما قال:
" { إنما قولنا لشيء } " [النحل: 40] الخ { إذا أراد شيئا } أراد كونه { أن يقُول له كُنْ } يخلق له لفظا فيما شاء، ولا تسلسل فيه، أو قوله توجه ارادته لكونه { فيكون } عطف على إنما أمره.