التفاسير

< >
عرض

وَٱلصَّافَّاتِ صَفَّا
١
-الصافات

تيسير التفسير

{ والصَّافات } والملائكة الصافات، جمع جماعة صافة أو طائفة صافة، فالتأنيث لتأنيث الطائفة أو الجماعة ودون ذلك أن يكون لتأنيث كل فرد بتأويل نفس أو ذات، ولا مفعول به له لم يتعلق غرض الكلام به، أى الواقعات صفوفا، كقولك: فلان معط، تريد أنه غير شحيح لا أنه يعطى فلانا، أو كذا أو له مفعول به حذف ليشمل أنواعا، أو يحتملها، أى الصافات أنفسها للعبادة، أو الصافات أقدامها للصلاة.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله:
" "ألا تصفون كما تصف الملائكة عند ربهم" ؟ قالوا: وكيف يصفون عند ربهم؟ قال: "يتمون الصفوف المتقدمة، ويتراصون فى الصف" ، أو الصافات الملائكة تصف أجنحتها فى الهواء منتظرات لأمر الله تعالى، أو حيث يؤمرون بالصف على مراتبهم فى القرب من الله منزلة " { وما منا إلا له مقام معلوم } " [الصافات: 164] وكذا لم يذكر الملائكة ليحتمل الكلام غيرها معها كصفوف الإنس والجن فى القتال، والصلاة والطير كما قال الله عز وجل: " { والطير صافات } "[النور: 41] وأما أن يفسر بالطير وحدها فلا لبعدها عن المقام، ولأنها غير عاقلة وما بعد ذلك للعاقل على التفسير الراجح.
{ صفا } مفعول مطلق، وليس مفعولا به للصافات أى الصافات صفوفها، لأنه مفرد مجرد من أل والاضافة فى الاثبات، فالأصل أن لا يستعمل فى جماعة.