التفاسير

< >
عرض

لاَ فِيهَا غَوْلٌ وَلاَ هُمْ عَنْهَا يُنزَفُونَ
٤٧
-الصافات

تيسير التفسير

{ لا فيهَا غَولْ } الجملة نعت رابع، سواء قلنا فيها خبر، وغول مبتدأ، أوغول فاعل لفيها لنيابته عن ثبت أو فاعل لثابت محذوفا مبتدأ رافعا لمكتفى به عن الخبر، أو اسما للا كذلك عملت كليس، والقول لهلاك ما شيء من حيث لا يحس، ومنه القول بمعنى السعلاء يعنى لا تهلك العقل كما تهلكه خمر الدنيا، ولو أكثروا منها، ولا تنقص العقل، ولا صداع فيها فالأولى أنه استعمل الإهلاك فى مطلق الضرر من وجع ونتن، وتقديم فها للحصر، أى انتفى منها خاصة الغول لا من خمر الدنيا.
{ ولا هُم عَنْها يُنزفون } يستمر انتفاء نزفهم، أى نزف عقولهم، أى اذهابها شيئاً فشيئاً عنها، أى نزفا متولد عنها، او بسببها أو لأجلها، فمن للتعليل أو السببية أو للمجاوزة، والنزف إخراج ماء البئر شيئا فشيئا حتى يفرع، والنازف الله عز وجل، ولا يمنع كون ها من عنها عائدة الى الخمر، من كون النازف فى العبارة الخمر، بمعنى المذهبة لما علمت من أنه لا مانع من عمل عامل واحد فى ضميرين لمسمى واحد، إذا كان أحدهما بحرف جر نحو:
" { واضمم إليك } " [القصص: 32] مع أنه لا ضمير فى ينزفون لها بارز ولا مستتر، فلا تهم كما وهموا، ويجوز أن يكون المعنى لا يجعلهم يغيبون عنها فتنزف من بطونهم كخمر الدنيا، وعن ابن عباس: فى الخمر أربع: السكر، والصداع، والقىء، والبول، فنزه الله عنهن خمر الجنة.