التفاسير

< >
عرض

أَذَلِكَ خَيْرٌ نُّزُلاً أَمْ شَجَرَةُ ٱلزَّقُّومِ
٦٢
إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِّلظَّالِمِينَ
٦٣
-الصافات

تيسير التفسير

{ أذلكَ خيرٌ نُزلاً } لأهل الجنة { أمْ شَجرةُ الزَّقُوم } لأهل النار من كلام القائل أو المتقابلين، أو من كلام الله تعالى، وهو أولى عندهم لقوله تعالى:
{ إنَّا جعلناها فتْنة للظالمين } نعم هو مقابل لقول:
" { أولئك لهم رزق معلوم } "[الصافات: 41] والأكثرون أنه من كلامه تعالى، والاشارة لما أعطى أهل الجنة، ونزلا تمييز وهو ما يقدم للضيف على عجل، وذلك أن خير الجنة لا يزال يزداد كثرة وجودة، حتى ان ما هم فيه فى الحال كنزل بالنسبة لما بعد، وهو استعارة أصلية تصريحية تحقيقية، وفسر بعض النزل بالفضل، وقيل: هو بمعنى الحاصل، فيكون حالا، وشجرة الزقوم شجرة صفراء الورق مرة، كريهة الرائحة، ذات لبن إذا أصاب جسدا تورم، سميت شجرة فى أصل النار باسمها على الاستعارة المذكورة، وقيل شجر مُر بتهامة من أخبث الشجر.
وقال ابن الزبعرى لصناديد قريش: إن محمداً يخوفنا بالزقوم، والزقوم بلسان بربر: الزبد والتمر، وليس فى كلام العرب الزقوم بمعنى التمر والربد، كما كذب أبو جهل، أو سخر فقال لعنه الله: زقمينا يا جارية مشيرا اليهما، والله قادر أن يخلق فى النار شجرة لا تأكلها النار، كما لا تضر الملائكة، وأن يخلق شجرة تنمو بالنار كالشجر بالماء، ومعنى كونها فتنة للظالمين أنها سبب للكفر بها كما كفر أبو جهل لعنه الله، وأنهم يعذبون بها فى النار.