التفاسير

< >
عرض

وَمَا يَنظُرُ هَـٰؤُلآءِ إِلاَّ صَيْحَةً واحِدَةً مَّا لَهَا مِن فَوَاقٍ
١٥

تيسير التفسير

{ وما يَنْظر } ينتظر { هؤلاء } الكفرة من قومك يا محمد المستوجبون العذاب بكفرهم كمن قبلهم { إلا صَيْحة واحِدةً } تهلكهم وهم محتقرون أذلاء، شبه تحققها قطعا، بأمر أقروا به أنه سيكون، فهم ينتظرونه، وتلك الاشارة للاحتقار، كما أهلكنا من قبلهم، لكن لم نقضها عليهم تشريفا لك،وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم،أى وأنت نبيهم، وانما يعذبون فى قبورهم، وبعد الحشر أو الا صيحة واحدة صيحة البعث، يعذبون تعدها كسائر الكفرة، لا تعذيبا فى الدنيا كهؤلاء الامم، وقيل الصيحة الواحدة مجاز لما أصابهم يوم بدر أو يوم الفتح، تجوز الاشارة الى هؤلاء الأحزاب، يعذبون عند نفخة البعث، والعقاب المذكور قبله فى الدنيا.
{ مَا لها مِنْ فَواقٍ } الجملة نعت ثان على حذف مضافين أى ما لها اذا حضر وقتها من توقف مقدار فواق، والفواق ما بين الحلبتين فى موضع واحد، أو ما بين رضعتى الراضع فى موضع واحد، أو بلا حذف، أى ما لها من رجوع لا تغنى ولا ترتد، وفى زمان ما بين الحلبتين أو الرضعتين، يرجع اللبن الى الضرع، وأيضا فواق المريض رجوعه الى الصحة اسم للمصدر الذى هو الافاقة، وفى ذلك مجاز مرسل باطلاق اسم الملزوم وهو الفواق، وارادة اللازم وهو توقف ذلك المقدار، أو مقدار الرجوع.