التفاسير

< >
عرض

هَـٰذَا عَطَآؤُنَا فَٱمْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ
٣٩

تيسير التفسير

{ هذا عَطاؤنا فامْنُن أو أمْسِك بغَيْر حساب } لم يتقدم ما يحتمل أن يكون هذه الجمل محكية به، فلا تهم فتعين أنها محكية بقول، مستأنف أو معطوفة على سخرنا، أو حال من فاعل سخر، أى قلنا هذا عطاؤنا،أو وقلنا هذا إلخ أو قائلين هذا إلخ، والاشارة الى مفرد لفظا، أى هذا المذكور من الريح والشياطين والآخرين، أو ذلك والصافنات على أنه قال فيهن: { فامْنُن أو أمْسِك } داخلة فى هذا القول المقدر، والظاهر أنهن قبله إلا أن فعله فيهن مأذون له فيه، اذ لا يفعل بلا شرع، فهو مقول له فيهن، أو الاشارة الى ملك، والعطاء اسم مصدر بمعنى مفعول، أى معطانا أو باق، فتكون الاشارة الى الاعطاء أو التمليك أو التسليط، والاخبار بذلك امتنان، وزيادة تذكير للنعمة، وتمهيد للتفريع عليه بقوله: { فامنن } إلخ عطف انشاء على اخبار، أو جوابا لمحذوف، أى اذا تقرر لك ذلك فامننن أو أمسك، أعط من شئت منه أو لا تعط.
ومن المن اطلاق الشياطين من الأغلال على شرط أن لا يفسدوا فلا حاجة الى جعل الاشارة لتسخير الشياطين، وأن المن الاطلاق من الغل، عما قيل وبغير تنازعه امنن وأمسك، وأعمل الثانى أو حال من ضمير أمسك، ويقدر مثله لضمير امنن لا على التنازع.