التفاسير

< >
عرض

أَجَعَلَ ٱلآلِهَةَ إِلَـٰهاً وَاحِداً إِنَّ هَـٰذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ
٥

تيسير التفسير

{ أَجَعَل الآلهة } المتعددة { إلهاً واحداً } هو الله عز وجل، كيف يبطلها ويثبت واحدا ولا يسمى الها ألا واحدا سبحانه وتعالى، والاستفهام تعجب انكار، ومعلوم أن المتعدد لا يكون واحدا، وأنه لا تعدد فى اعتقاده صلى الله عليه وسلم، لكن المعنى تعجبهم من نفى معنى الألوهية عن غير الله البتة، ونفى اسمها عن غيره كذلك { إنَّ هذا } أى هذا الجعل { لَشَيء عُجابٌ } ما المانع أن تكون آلهة صغار تحت اله كبير سبحانه وتعالى نتوسل بها اليه، وذلك منهم خطأ واضح لهم ولغيرهم تعمدوه، تقليدا لآبائهم، ألا يرون أناه تنفع ولا تضر، ولا تعلم شيئا ولا تعين الله فى علم ولا عمل، وليس فيها معنى الألوهية "ولئن سألتهم من خلق" الخ وربما توهموا لألفتهم لها أنها قد تضر وقد تنفع، وفُعال بضم وتخفيف وارد فى المبالغة، يقال: رجل طوال وسراع، أى بليغ فى العجب نادرة فيه أومحال.
"لما أسلم عمر رضى الله عنه وقوى به الإسلام، اجتمع أشراف من قريش: أبو جهل، والعاصى بن وائل، والأسود بن المطلب بن عبد يغوث، وعقبة بن أبي معيط، ونحوهم من الأشراف، ومن العامة عند موت أبي طالب، وشدوا اليه شتم رسول الله صلى الله عليه وسلم آلهتهم، وطلبوه أن يكفه عنها، فدعاه وفى قرب أبي طالب مقعد رجل واحد، فانتقل إليه أبو جهل لعنه الله، خوف أن يقعد صلى الله عليه وسلم فيه فيرق له أبو طالب، وقعد عند الباب، وذكر له أبو طالب ما قال قومه، فقال صلى الله عليه وسلم: أطلب منهم كلمة واحدة يدين لهم بها العرب وتعطيهم العجم الجزية قالوا: نزيد عليها عشرا فماهى؟ قال: لا اله الا الله قالوا سَلْنا غيرها، قال: لا ولو وضعتم الشمس في يدي فقاموا غضابا قائلين: أجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا لشيء عجاب لنشتمنك وإلهك الذي يأمرك بهذا" .