التفاسير

< >
عرض

هَـٰذَا فَوْجٌ مُّقْتَحِمٌ مَّعَكُمْ لاَ مَرْحَباً بِهِمْ إِنَّهُمْ صَالُواْ ٱلنَّارِ
٥٩

تيسير التفسير

{ هَذا فَوْجٌ } تقول الملائكة للطاغين عند دخول النار أولى من أن يقال: يقول الطاغون بعض لبعض: { هذا فوج } أى جمع كثير { مُقْتحِمٌ } داخل شدة النار، أو متوسط فى النار { مَعَكم } لاتباعهم لكم فى الضلال { لا مَرْحباً بهم } داخل فى الحكاية بالقول المقدر لا على طريق النعت، بل مجرد إخبار أو انشاء، أو على طريق الاخبار والنعت، وان جعل انشاء صح أن يكون مفعولا لنعت محذوف، أى فوج مقول فيهم لا مرحبا بهم، والافراد فى هذا فوج نظر للفظ، والجمع فى بهم نظر للمعنى، ومرحبا اسم لا، وبهم متعلق به، والخبر محذوف، أى عندنا أولهم أولى من تقدير لا أتوا مرحبا أو لا رحبت بهم الدار مرحبا. والمرحب مصدر ميمى بمعنى الوسع لا نفع لنا فيهم، وأن كان القول المقدر من الملائكة، فالمعنى لا رحب لهم فى قلوبنا، أو فى رحمة الله تعالى { إنَّهُم صالُوا النَّار } داخلوها مقاسون حرها، والأصل صاليوا بضم الياء، نقلت ضمتها لنقلها الى اللام فحذفت للساكن، بعددها لفظا وخطا، وحذف الساكن بعدها وهو الواو لفظا لا خطا، والجملة من مقول المقدر بلا قصد تعليل مستأنفة أو نعت آخر لفوج، وان قدر قول قبل لا مرحبا صح أن هذه تعليل له.