التفاسير

< >
عرض

وَٱنطَلَقَ ٱلْمَلأُ مِنْهُمْ أَنِ ٱمْشُواْ وَاْصْبِرُواْ عَلَىٰ آلِهَتِكُمْ إِنَّ هَـٰذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ
٦

تيسير التفسير

{ وانْطَلق } ذهب من مجلس أبى طالب { الملأٌ } الأشراف المذكورون آنفا، قال رجل من المسلمين يوم بدر اذ غلبوا المشركين ذما لهم واهانة: ما قتلنا الا النساء، فقال صلى الله عليه وسلم: "بل هم الملأ وقرأ وانطلق الملأ { منْهُم أنِ امْشُوا } سيروا على الأرض فى مصالحكم، واتركوا قول محمد والانطلاق عن مجلس الكلام يقتضى التكلم بعده، ففيه معنى القول دون حروفه، فأن مفسرة له، أو الانطلاق الشروع فى الحديث، ففيه معنى القول وهو مجاز مشهور فى ذلك حتى قيل: انه حقيقة عرفية، والمنطلق فى ذلك ألسنتهم، فذلك تجوز باسناد ما للبعض حقيقة عرفية، والمنطلق فى ذلك ألسنتهم، فذلك تجوز باسناد ما للبعض للكل، قال الأشراف المذكورون للعامة، وبعض لبعض: اعرضوا عنه الى مصالحكم،أو امشوا دوموا على سيرتكم فى شأن آلهتكم.
{ واصْبروا على آلهتكُم } على عبادتها والاعتناء بها، وتحملوا تحقير محمد لها ولكم، وعلل الصبر بقوله: { إنَّ هَذا } أى ما يقوله محمد من التوحيد أو تصلبه فيه { لشيءٌ } عظيم مصمم عليه { يُرادُ } يريد محمد لا طمع فى رده بقهر ولا شفاعة أوتلطف، أو شىء من مصائب الزمان يراد بنا لا بد فيه من تجرع الصبر، أو شىء يتمناه ويريده، وما كل مريد ينال مراده، أو إن هذا الذى يريده محمد صلى الله عليه وسلم من أن تدين له العرب، وتعطيه العجم الجزية، أمر يتمناه هو وغيره ويريده، ولكنه بعيد، أو أن هذا الدين الذى نحن عليه لشىء يريده محمد بالآباء، لا فاحذروا واصبروا أو ان هذا الصبر لشىء يطلب محمود العاقبة.