التفاسير

< >
عرض

إِلاَّ إِبْلِيسَ ٱسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ ٱلْكَافِرِينَ
٧٤

تيسير التفسير

{ إلا إبْليس } استثناء منقطع، لأن ابليس من الجن، ولكونه من الجن، أو كونه أباهم وقع منه العصيان، كما دلت عليه الفاء فى قوله تعالى: " { كان من الجن ففسق عن أمر ربه } " [الكهف: 50] وقيل كان من جنس من الملائكة يسمون الجن، يتوالدون، فشمل هذا اللفظ اسم الملائكة، فكان الاستثناء متصلا، وان لم يشمله كان منقطعا، أو هو متصل ولو كان من غيرهم، لأنه نشأ فيهم، وعبد عبادتهم أو أكثر، فكان واحدا منهم، فاستثنى استثناء الواحد من جنسه { اسْتًكْبر } لكن إبليس تكبر على الانقطاع، وأما على الاتصال احتمل أنه ترك السجود للتأمل، فأخبرنا الله عز وجل أنه تركه استكبارا.
{ وكانَ مِنَ الكافرين } فى علم الله تعالى وقضائه أنه سيكفر، وهو فى براءة الله، فى حين عبادته لما ختم له به من المعصية، ولذلك لم يقل فكان بالفاء المفيدة للسببية والتفريع، أو المراد كان من الكافرين حين أبى من السجود، لظهور أن الكفر مرتب على ترك السجود.