التفاسير

< >
عرض

قُلْ إِنِّيۤ أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ ٱللَّهَ مُخْلِصاً لَّهُ ٱلدِّينَ
١١
وَأُمِرْتُ لأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ ٱلْمُسْلِمِينَ
١٢
-الزمر

تيسير التفسير

{ قُلْ إنِّي أمرتُ أن أعْبُد الله مُخلصاً له الدين } العبادة عما يبطلها، كرياء وإشراك ومعصية، أو ينقصها، وأمره بذلك أمر لهم، فان لم يمتثلوا لم ينتفعوا بشىء، وهذا حث، وبنى الفعل للمفعول للعلم بأن الآمر الله عز وجل، وللإشارة الى أن اخلاص العبادة لله عز وجل أمر يجب امتثاله من كل من صدر منه،وكذا فى قوله:
{ وأمِرتُ } بذلك { لأن أكُون أوَّل المُسلمِينَ } لأجل أن أكون أول المسلمين فى الدنيا والآخرة، بكونى أولهم فى الاخلاص، وهم مسلمو أمته، أو أول من أسلم فى زمانى، ومن قوم على وفق الأمر الموحى المذكور، وكل نبى أول من يؤمن من أمته بما يوحى، لأنه يوحى اليه فيؤمن بما أوحى، ثم يبلغه، أو أول من دعوتهم الى الاسلام، ورجحه بعض، أو أول من دعا نفسه الى ما دعا اليه غيره، فأكون قدوة فى قولى وفعلى، أو الأولية فى الشرف بالدين، وقد علمت أن اللام للتعليل، وقيل: بمعنى الباء فلا حذف، كما حذف لفظ بذلك على وجه التعليل، وقيل اللام صلة، والباء مقدرة.