التفاسير

< >
عرض

فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُواْ وَٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنْ هَـٰؤُلاَءِ سَيُصِيبُهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُواْ وَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ
٥١
أَوَلَمْ يَعْلَمُوۤاْ أَنَّ ٱللَّهَ يَبْسُطُ ٱلرِّزْقَ لِمَن يَشَآءُ وَيَقْدِرُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ
٥٢
-الزمر

تيسير التفسير

{ فَأصابَهُم سيئات ما كَسَبُوا } أى جزاء سيئات أو سمى الجزاء سيئة، لأنها سببه، أو سماه سيئة مشاكلة على ملاحظة ذكر السيئة معه بمعنى العمل السيىء، كأنه قيل فأصابهم سيئات السيئات التى كسبوها، أى جزاء السيئات، كالمشاكلة الظاهرة فى قوله: " { وجزاء سيئة سيئة مثلها } " [الشورى: 40] { والَّذينَ ظَلمُوا مِن هؤلاء } الكفرة ومن للبيان، أى وهم هؤلاء، أو للتبعيض على أن الذين ظلموا المصرون، أو الاشارة لقريش والتبعيض ظاهر { سَيُصيبُهم سيِّئات ما كَسَبُوا } مثل ما مر، كما أصاب من قبلهم، وقد أصابهم القحط سبع سنين، وقتل صناديدهم ببدر، فالمراد عذاب الدنيا، وهو أنسب بما قبل، وقيل عذاب الدنيا والآخرة { وما هم بمعجزين } بفائتين عذابنا فقحطوا سبع سنين، ثم وسَّع عليهم { أو لَم يعْلمُوا } أتجاهلوا، أو أتعاموا، أو أبالغوا فى الانكار ولم يعلموا، واذا جعلنا الهمزة فى مثل هذا مما بعد العاطف، فالعطف على ما قبل، ولو عطف قصة على أخرى، مثل أن يعطف هنا على { ما هم بمعجزين } عطف انشاء على اخبار { أن الله يَبْسُط الرزِّقَ لمَن يشاءُ } البسط له { ويقْدِرُ } يضيق الرزق لمن يشاء، ولقدرته على ذلك قَدر لهم سبعا، وبسط لهم سبعا، كما فعل لقوم يوسف، وتناسب الآية السبع أنه حين بسط لهم، قد قدر لغيرهم، وبسط أيضا، وحين قدر عليهم قد بسط لغيرهم، وقدر أيضا، وأيضا قد بسط لمن لم يحضر القدر { إنّ فى ذلكَ } الذى ذكر { لآياتٍ } على أن الحوادث كلها من الله سبحانه، والأسباب أشياء خلقها الله مع تلك الحوادث، ولو شاء خلق غيرها، ولو شاء لكانت بلا سبب { لقَوم يُؤمنُون } وغيرهم، لكنهم المنتفعون، أو أراد آيات مؤثرات فيهم.