التفاسير

< >
عرض

وَرَفَعْنَا فَوْقَهُمُ ٱلطُّورَ بِمِيثَاقِهِمْ وَقُلْنَا لَهُمُ ٱدْخُلُواْ ٱلْبَابَ سُجَّداً وَقُلْنَا لَهُمْ لاَ تَعْدُواْ فِي ٱلسَّبْتِ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِّيثَاقاً غَلِيظاً
١٥٤
-النساء

تيسير التفسير

{ وَرَفَعْنَا فَوْقَهُمُ الطُّورَ } الجبل، ليس الجبل المعروف بطور سيناء، بل هو جبل كانوا فى أصله معسكرين، وهو فرسخ فى فرسخ { بِمِيثَاقِهِمْ } بسبب ميثاقهم، أى ليحصل به أخذ الميثاق على أن يأخذوا التوراة ويعملوا بها، لو لم يقبلوها لسقط عنهم، وقيل، أخذ عليهم الميثاق أن يعملوا بما فى التوراة فنقضوا بعبادة العجل، ويرده أن العجل قبل نزول التوراة، وقيل، هموا بنقض الميثاق فى شأن العمل بالتوراة، فرفع فوقهم وتركوا النقض { وَقُلْنَا لَهُمُ } على لسان موسى أو لسان يوشع وهو أشهر { ادْخُلُوا البَابَ } باب بيت المقدس، أو أريحاء، وقيل باب إيلياء، وقيل: الباب اسم قرية، وقيل باب القبة التى يصلون إليها فى التيه، لأنهم لم يخرجوا من التيه فى حياة موسى { سُجَّداً } وعن ابن عباس ركعاً، وقيل سجداً، وقيل منحنين، خضوعا لله عز وجل، وشاكرين على الخروج من التيه، وفتح القرية بيت المقدس أو أريحاء، أو تسجدون عند قرب الباب، كذلك قيل، والطور مطلٌّ عليهم إن لم يدخلوا سجداً سقط { وَقَلْنَا لَهُمْ } على لسان داود وعلى لسان موسى، بأن قال لهم عند رفع الجبل على قبول التوراة، أو دخول الباب سجداً ما ذكر الله من قوله { لاَ تَعْدُوا } لا تعتدوا، أبدلت التاء دالا وأدغمت فى الدال { فِى السَّبْتِ } بصيد الحوت فيه، وذلك ظلم للحوت فيه، والنهى عن الصيد فيه، وجعله عيداً لهم فى عهد موسى عليه السلام والتعدى فيه، والمسخ فى زمن داود، ودخول التيه بعد نزول التوراة { وَأَخَذْنَا مِنْهُم مِّيثَاقاً غَلِيظاً } على العمل بالتوراة وتعظيم السبت أو تحريم صيد الحوت فى السبت والميثاق، أنه إن هموا بالرجوع عن العمل بها أو السبت أو تحريم الصيد أهلكهم الله بأى عذاب شاء، أو الميثاق لقولهم سمعنا وأطعنا.