التفاسير

< >
عرض

إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَظَلَمُواْ لَمْ يَكُنِ ٱللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلاَ لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقاً
١٦٨
-النساء

تيسير التفسير

{ إنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا } بالله ورسوله { وَظَلَمُوا } نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم، وهم اليهود، بكتم نعته وتبديله وإنكار نبوته، والناس بصدهم عن دينه وغير ذلك من سائر الكبائر، وقيل المراد اليهود وسائر المشركين فى الموضعين، وقيل، المراد فى الأول اليهود وفى الثانى المشركون، وقيل، المراد فى الثانى أصحاب الكبائر من أهل التوحيد، فتكون الآية فى خلود الفساق من أهل التوحيد، ومعنى ظلمهم أنهم ظلموا أنفسهم، أو مع غيرهم، لا بالدعاء إلى الشرك ولا يتبادر هذا، والمشركون مخاطبون بفروع الشريعة كالصلاة والزكاة والصوم والحج، كما خوطبوا بالإسلام، فهم معذبون عَلَى تركها، كما يعذبون عَلَى تركه، وعَلَى ترك اعتقادها، كما يعذبون عَلَى ترك اعتقاده، وكذا اتفقت الشافعية والحنفية على أنهم يعذبون عَلَى ترك اعتقاد وجوب العبادات { لَمْ يَكُنِ اللهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ } ذنوبهم لاكبائرهم إن ماتوا عَلَى الإشراك { وَلاَ لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقاً } من الطرق فالاستثناء متصل، أو طريقا حسنا فالاستثناء منقطع.