التفاسير

< >
عرض

ٱلَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ ٱلنَّاسَ بِٱلْبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ مَآ آتَاهُمُ ٱللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً مُّهِيناً
٣٧
-النساء

تيسير التفسير

{ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ مَآ ءَاتَاهُمُ اللهُ مِن فَضْلِهِ } من المال والعلم، والذين خبره لهم عذاب شديد، أو قرينهم الشيطان، أو مبغوضون، أو أحقاء بكل لوم أو بدل من من، أو يقدرهم الذين، أو أذم الذين، أو مبتدأ عطف عليه الذين، والخبر، إن الله لا يظلم، أى لا يظلمهم، أو نعت من، وفى الإبدال من من تخلص دعوى الحذف، ومن نعت من ومن كثرة الفضل، والمعنى يبخلون بما أعطاهم الله من مال فلا يعطونه الوالدين، ومن ذكر، ويأمرون الناس أن يبخلوا بما أعطوا ويكتمون ما أعطاهم من مال لئلا يطمع فيه الوالدان ومن ذكر، ويكتمون العلم فالآية توزع بين من يصلح لما فيها، وكتم العلم فى اليهود، يكتمون صفات محمد صلى الله عليه وسلم، والبخل فيهم وفى غيرهم، وقد قيل نزلت فى طائفة منهم، جمعوا ذلك، أو عمت كل من يكتم العلم، والكتم بالعلم أنسب تفسيرا وخصوص السبب لا ينافى عموم الحكم. فشمل كل من كتم علما عن أهله، وكان بعض الناس يقول: أمسك مالك تصلح به حالك، وتقول اليهود حيى بن أَخطب، ورفاعة بن زيد، وأسامة بن حبيب، ونافع بن أبى نافع، وكردم ابن زيد حليف كعب بن الأشرف ونحوهم للأَنصار، لا تنفقوا مالكم على محمد، فإنا نخشى عليكم الفقر ولا تدرون ما يكون، وكتم اليهود صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم { وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ } أى لهم، وأظهر فى موضع الإضمار إشعار بأن من هذا شأنه فهو كافر للنعمة، وفى الحديث: "إن الله يحب أن يظهر أثر نعمته على عبده" أو هو عام لكل من كفر بما ذكر أو غيره { عَذَاباً مُّهِيماً } كما أهان الإسلام والنعمة.