التفاسير

< >
عرض

وَءَاتُواْ ٱلنِّسَآءَ صَدُقَٰتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِن طِبْنَ لَكُمْ عَن شَيْءٍ مِّنْهُ نَفْساً فَكُلُوهُ هَنِيئاً مَّرِيئاً
٤
-النساء

تيسير التفسير

{ وَءَاتُوا } أى أيها الأزواج { النِسَّآء } أزواجكم { صَدُقَاتِهِنَّ } مهورهن { نِحْلَةً } أى إيتاءً بطيب نفس، بلا تعرض لعوض أو حال كونكم نحلة، أى ذوى نحلة، أو حال كون صدقاتهن نحلة من الله لهن، بأن فرضها، أو نحلة ديانة أى دائنين بها، أو لأجل الديانة، قال عقبة بن عامر: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من أحق الشروط أن يوّفى ما استحللتم به الفروج" ، وعن صهيب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أصدق امرأة صداقاً وهو مجمع على ألا يوفيها إياه ثم مات، ولم يعطها إياه لقى الله عز وجل زانياً" ، وقيل الخطاب للأولياء، كان الأولياء لا يعطون النساء شيئاً من مهورهن، وهو ضعيف، ولو شهر فعل الجاهلية، لأن الكلام جرى فى الأزواج، لا فى الأولياء، وجريانه أقوى من تلك الشهرة، وجاء منها أنه إذا ولد الرجل بنتاً قيل له هنيئاً لك النافجة، أى المكثرة لمالك، بأخذك صداقها، وكان بعض الصحابة يتحرجون عن أن يقبلوا ما تطيب به نفوس أزواجهن فنزل { فَإِن طِبنَ لَكُمْ عَن شَىْءٍ مِّنْهُ نَفْساً } تمييز عن الفاعل، أى طابت أنفسهن عن شىء مما ذكر من الصدقات أو ذلك المذكور من الصدقات، كما قال رؤبة:

فِيهَا خُطُوطٌ مِنْ سَوَادٍ وَبَلَقْ كأنّهُ فِى الجِلْدِ تَوْلِيعُ الْبَهَقْ

قيل له إن أردت كأن الخطوط فلم لم تقل كأنها، وإن أردت السواد والبلق فلم لم تقل كأنهما، فقال: أردت كأن ذلك، ويحك، أو عن شىء من الصداق بأل الجنسية الصادق على ما صدق عليه صدقات، كما يراد بالجمع المقرون بأل، أو المضاف الحقيقة الصادقة بالفرد، يراد بالمفرد الجمع إذا قرن بأل أو أضيف أو عن شىء من الإيتاء المدلول عليه بآتوا، وكما يجوز أن تطيب نفسها عن بعض الصداق فيحل له، كذلك يجوز أن تطيب عنه كله { فَكُلُوهُ } خذوه وتصرفوا فيه بما شئتم { هَنِيئاً مَّرِيئاً } أكلا هنيئاً مريئاً، أو أهنأوا به هنيئاً وامرأوا به مريئاً، كسقيا لزيد، أو حال كونه هنيئاً مريئاً، وذلك تشبيه بما لم يتكدر من الطعام بسوء، والتذٌ به ومرأ فى البطن لاق به وهضم وحمدت عاقبته.