التفاسير

< >
عرض

كَـذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَٱلأَحْزَابُ مِن بَعْدِهِمْ وَهَمَّتْ كُـلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ وَجَادَلُوا بِٱلْبَاطِلِ لِيُدْحِضُواْ بِهِ ٱلْحَقَّ فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ
٥
-غافر

تيسير التفسير

{ كذَّبَت قَبلَهم قَوْم نُوحٍ } بدأ بنوح لأنه أول رسول بعد آدم عليهما السلام، وأنه طويل العمر فى تعذيبهم اياه عذابا شديدا، وقبله نبيان: شيث وادريس، وقيل هما رسولان أيضا { والأحْزابُ } الأقوام المتحزبون، أى المجتمعون على الرسل ومن معهم، كعاد وثمود وفرعون { مِنْ بَعْدهم } { وهمَّت كُل أمَّة } من تلك الأحزاب { برسُولِهِم ليأخُذُوه } يقبضوه ليقتلوه، أو يحبسوه، أو يضربوه، أو يضرونه ما شاءوا من الضر { وجادلوا بالباطل } خلاف الحق، مثل قولهم: " { ما أنتم إلا بشر مثلنا } " [يس: 15] وقولهم " { ائتنا بما تعدنا } " [الأعراف: 77] وغير ذلك من أنواع الشرك { ليُدْحِضوا } يزيلوا { بهِ } بالباطل أو بالجدال المعلوم من جادلوا { الحقَّ } الأمر الشرعى من الرسالة والشرع.
{ فأخَذتهمْ } استأصلتهم بالأهلاك، بسبب التكذيب، والهم بالأخذ والجدال بالباطل، أو بسبب الهم بالأخذ والجدال الباطل، لأنهما اللذان نصت الآية بأنهم فعلوهما وأما الأخذ والادحاض فلم تنص أنهم فعلوهما، ولزم من قال السبب الهم فقط، أن بعد الجدال لأنهما فعلا جميعا، ولزم من عد الأخذ سببا أن يعد الادحاض، لأنها جميعا سيقا تعليلا بمستقبل قصدوه، لكن لم أر من عده { فَكيْف كانَ عِقَابِ } كان لا يعلم كنهه الا الله، كما تعاينون أثره فى أسفاركم الى الشام واليمن، والاستفهام تقرير وتعجيب.