التفاسير

< >
عرض

قَالُوۤاْ أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِٱلْبَيِّنَاتِ قَالُواْ بَلَىٰ قَالُواْ فَٱدْعُواْ وَمَا دُعَاءُ ٱلْكَافِرِينَ إِلاَّ فِي ضَلاَلٍ
٥٠
-غافر

تيسير التفسير

{ قالُوا أو لَم تَكُ تأتِيكُم رُسُلكُم } مثل قوله تعالى: " { كانت تأتيهم رسلهم } " [غافر: 22] وعلى الحذف يقدر: الم تخبروا بهذا، ولم تك تأتيكم رسلكم كقوله تعالى: " { ألم يأتكم رسل منكم يتلون } " [الزمر: 71] إلخ { بالبينات } الآيات المتلوة، والمعجزات الدالة، على أنه إن لم تؤمنوا بها تعاقبوا بهذا العذاب { قالُوا } أصحاب النار { بَلى } ليست لم تأتنا بل أتتنا كقوله تعالى: " { بلى قد جاءنا نذير فكذبنا } " [الملك: 9] إلخ { قالُوا } الخزنة { فادْعُوا } اذا كان الأمر كذلك فادعوا الله أنتم، فانه لا يجوز، لنا الدعاء لكم بالتخفيف ولا يؤذن لنا فيه، ويجوز أن يكون قولهم: { ادعوا } تهكما بهم، وعلى كل حال، المراد بقولهم ادعوا الإقناط لا الاطماع فى الاجابة، كما قال تعالى:
{ وما دعاء الكافرين } عموما وأنتم منهم أولا وبالذات، أو ما دعاؤكم فأظهر ليصرح بموجب ضلال دعائهم { إلاَّ في ضَلال } بطلان عن الاجابة، وهذا من كلام الخزنة، كما يتبادر، وقيل من كلام الله تعالى فى حال أنهم فى النار، والأول أولى إذ كان قبله الدعاء، وإذ الأصل فى المعطوف والمعطوف عليه أن يكونا من واحد، ودعاء المشرك فى الدنيا قد يستجاب كماوردت أخبار به، لا كما قيل لا يستجاب، وأما الذى فى الآية فانه فى الآخرة لا يستجاب فيها إجماعا، ولا يصح ما قيل المراد، وما دعاء الكافرين فى الدنيا، كما لا يخفى، وإذا وقع مطلوبه فى الدنيا بعد دعائه صح أن يقال: أنه أجاب الله له، وقيل لا لوجهين: كون الاجابة اقبالا عليه، وكونه لا يدرى لعل ذلك بغير اجابة، وقد طلب إبليس الانظار فأنظر، وقد يكون ذلك للمسلم إجابة، وقد لا يكون إجابة.