التفاسير

< >
عرض

وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى ٱلْهُدَىٰ وَأَوْرَثْنَا بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ ٱلْكِتَابَ
٥٣
هُدًى وَذِكْرَىٰ لأُوْلِي ٱلأَلْبَابِ
٥٤
-غافر

تيسير التفسير

{ ولقَد آتيْنا مَوسَى الهُدى } التوراة والصحف والشرائع والمعجزات، سماهن هدى، لأنهن الآلة لاهتدائه، أو مبالغة كأنهن نفس الهدى { وأورثنا بني إسْرائيل الكتاب } التوراة، وهذا تخصيص بعد تعميم، فان التوراة بعض ذلك الهدى، وما أوتى موسى قد أوتوه، ويحتمل أن ما عدا التوراة، وايراثهم اعطاءهم فى ذلك فى حياة موسى مستمرا بعده، وهذا أولى من أن يعتبر ما بعد موته بمعنى أنه مات، وخلفها فيهم على أن الايراث مجاز مرسل عن التمليك، والاعطاء لعلاقة الاطلاق والتقييد، أو استعارة أصلية اشتق منه، أورث على التبعية، أو الكتاب التوراة والصحف والزبور والانجيل، لأنهن كلهن على أنبياء بنى اسرائيل { هُدى } هداية { وذكرى } تذكيرا لغيرهم، أو اهتداء وتذكرا لأنفسهم، والنصب على التعليل أو على الحال من الكتاب بمعنى هاديا ومذكرا { لأولي الألباب } خصوا لأنهم المنتفعون.