التفاسير

< >
عرض

وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَن يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلاَ أَبْصَارُكُمْ وَلاَ جُلُودُكُمْ وَلَـٰكِن ظَنَنتُمْ أَنَّ ٱللَّهَ لاَ يَعْلَمُ كَثِيراً مِّمَّا تَعْمَلُونَ
٢٢
-فصلت

تيسير التفسير

{ وما كُنتُم تَستترون } فى الدنيا حال المعصية { أن يَشهَد عليْكُم } تمتنعون عن أن يشهد، لأن الاستتار امتناع عن الظهور، أو تستترون عن الناس كراهة أن يشهد، أو لئلا يشهد،وان كان من كلام الله يقوله لهم يوم القيامة توبيخا، فهو حكاية لما سيقوله له، والصحيح أنه من كلام الجلود، فيكون ذكر الجلود فى قوله: { سَمْعكم ولا أبْصاركم ولا جُلودكم } من وضع الظاهر موضع المضمر للبيان والتفريع، باضافتهما اليهم، والأصل سمعكم ولا أبصاركم ولا نحن { ولَن ظَننتُم } اعتقدتم { أن الله لا يعْلم كثيرا ممَّا تعْملونَ } أى ولكن لأجل ظنكم أن الله تعالى لا يعلم كثيرا ما تعملون خفية، ومن للبيان، قال ابن مسعود: كنت مستندا للكعبة، فجاء رجلان ثقفيان وقريشى، أو قريشيان وثقفى، وفى الصحيحين: كثير شحم بطونهم قليل فقه قلوبهم، فتكلموا بكلام لم أسمعه، فقال أحدهم: أترون أن الله يسمع كلامنا؟ فقال واحد: نعم ان رفعنا أصواتنا، وقال آخر: ان سمع بعضه سمع كله، فذكرت ذلك للنبى صلى الله عليه وسلم، فأنزل الله تعالى: { وما كنتم تستترون } الى قوله سبحانه: " { من الخاسرين } " [فصلت: 23] رواه البخارى ومسلم والترمذى والنسائى، فهذا أنص فى أن قوله: { وما كنتم } إلخ ليس من كلام الجلود.