التفاسير

< >
عرض

فَإِن يَصْبِرُواْ فَٱلنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ وَإِن يَسْتَعْتِبُواْ فَمَا هُم مِّنَ ٱلْمُعْتَبِينَ
٢٤
-فصلت

تيسير التفسير

{ فإن يَصْبروا } غيبة بعد خطاب، تلويحا بأن حالهم توجب الاعراض عنهم، والكلام فى شأنهم لغيرهم كصورة من أعياك أمره فأعرضت عنه الى غيره، تعالى الله، أو لبعدهم بها عن مقام الخطاب { فالنَّار مَثوى } مقام دائم { لَهُم } الجملة علة قائمة مقام الجواب، أى فان يصبروا رجاء أن ينفعهم الصبر كما فى الدنيا، لم ينفعهم الصبر، لأن الله قضى أن النار مثوى لهم، أو المراد التسوية بمحذوف، أى فأن يصبروا أو لا يصبروا فالنار مثوى لهم، كقوله تعالى: " { اصبروا أو لا تصبروا سواء عليكم } " [الطور: 16].
{ وإن يَستعْتبُوا } يطلبوا العتبى أى الرجوع الى ما يحبونه جزعا مما هم فيه { فما هُم مِن المعتبين } المجابين إليها، أو إن يعتذروا لم يقبل عذرهم، أو إن طلبوا زوال العتاب لم يجابوا، وذلك أن ما هم فيه من لوازم ما يوجب العتاب، والحاصل أن الاستفعال هنا للطلب أو للسلب.